للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كذا ذكره المزي وفيه نظر؛ لأن ذهلا الأصغر هو: ابن شيبان بن ثعلبة ابن أخي ذهل الأكبر، قال الأجئي (١): [البسيط]

لو كنت من مازن لم تستبح إبلي ... بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا

وليس لقائل أن يقول: لعله أراد: الأكبر، إذ لو أراده وعرفه كَتَبه؛ لأن السكوت في مثل هذا المكان لا يجوز، واللَّه تعالى أعلم.

وذكره ابن حبان في جملة الثقات، قال: ومات ليلة الخميس لأربع عشرة.

وفي "تاريخ المنتجيلي": قال عباس بن محمد: أبو عاصم نيف على التسعين وما رُئي أذكى منه. وقال أبو زيد الأنصاري: كان أبو عاصم في حداثته ضعيف العقل، وكان يطلب العربية والأدب، فيقال له: كيف تصغر الضحاك -يعني: اسمه-؟ فيقول: ضحيكيك، ثم نبل فكان هو يزري هو على غيره. وقال يزيد بن سنان: كان أبو عاصم يلزم زفرًا أيضًا، وكان رث الحال، فاستأذن أبو عاصم يومًا على زفر، فقالت له الخادمة: أبو عاصم بالباب، فقال: ويحك أيهما؛ قالت: ذاك النبيل، فأذن له وقال: قد سمّتك هذه باسم ما أراه يفارقك حتى تموت.

وقال ابن قتيبة: مات وله تسعون سنة وأربعة أشهر.

وفي قول المزي: قال البخاري: مات سنة أربع عشرة ومائتين في آخرها. نظر، وذلك أن الذي في "تاريخ البخاري الكبير"، و"الأوسط"، و"الصغير": مات أبو عاصم سنة ثنتي عشرة ومائتين في آخرها، وكذا نقله عنه أبو نصر الكلاباذي، وأبو الوليد الباجي، وأبو يعقوب القراب، وغيرهم، فلا أدري من أين سرى للمزي هذا القول الشنيع؟ ومن عادته اتباع صاحب "الكمال" في غالب نقله، وهنا خالفه؛ لأنه نقل عن البخاري كما في "تواريخه"، وكتاب المزي لم يخالفه.

وفي "العقد": قيل لأبي عاصم: إن يحيى بن سعيد يحسدك وربما قرَّضك، فأنشأ يقول (٢):

فلمست بحيٍّ ولا ميت ... إذا لم تُعاد أو لم تُحسد

وقال الخليلي: متفق عليه، يروي عنه البخاري ويفتخر، وقال: منذ عقلت أن الغيبة


(١) انظر: المثل السائر ١/ ٩٤، خزانة الأدب ٧/ ٤١٣، شرح ديوان الحماسة ١/ ١، صبح الأعشى ١/ ٣٣٤، التذكرة السعدية ١/ ٢، الزهرة ١/ ٢٠٦، مجالس ثعلب ١/ ٨٠، مقامات القرني ٥/ ٢٦.
(٢) انظر: العقد الفريد ١/ ١٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>