للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الزبير بن أبي بكر: كان ميمون النقيبة، ولما هاجر هو وعمرو وعثمان بن أبي طلحة قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "رَمَتْكُم مَكَّةُ بأَفْلاذِ كَبِدِها"، ولم يزل يوليه الخيل ويكون في مقدمته.

وقال محمد بن سعد: كان يُشبه عمر في خلقه وصفته، فكلم علقمة بن علاقة عمر بن الخطاب في السحر، وهو يظنه خالدًا لشبهه به.

وفي "تاريخ ابن عساكر": قال عمرو بن العاص: ما عدل رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بي وبخالد أحدًا من أصحابه في حربه منذ أسلمنا، وسَمَّاه رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (سيف اللَّه)، ولما جُرح يوم حُنين نفث النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على جراحه فبرئت، وأرسله إلى العزى فهدمها، وإلى أكيدر دومة، وإلى نجران، وقال فيه: "نِعْم عبد اللَّه خالدًا وأخو العشيرة وسيف مِنْ سيوف اللَّه". وفي لفظ: "نِعْم الفتى".

ولما قيل لعمر: لو عهدت. فقال: لو أدركت خالدًا، ثم وليته، ثم قدمت على ربي فقال لي: مَنِ استخلفت على أمة محمد؟ لقلت: سمعت عبدك وخليلك يقول: "لَخَالِدٌ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّه، سَلَّهُ اللَّه عَلَى الْمُشْرِكِينَ". وقال خالد: مَنَعَنِي من حِفظ القرآن.

ولما نزل الحيرة قيل له: احذر السم لا يسقيكه الأعاجم. فقال: ائتوني به. فأخذه بيده وقال: باسم اللَّه. وشربه فلم يضره شيئًا. وأتى برجلٍ ومعه زق خمر فقال: اللهُمَّ اجعله عسلا، فصار عسلا. وأتى بآخر ومعه زِق فقال: ما هذا؟ قال: خل. قال: جعله اللَّه خلا، فصار خلا. ولما طَلَّق زوجته سُئل عن ذلك. فقال: لم يصبها مُذْ كانت عندي مرض، ولا بلاء فَرَابَنِي ذلك منها.

وكان خالد من أمد الناس بصرًا، ولَمَّا مات قالت أمه تبكيه: [الخفيف]

أنت خير من ألف ألف من الناس ... إذا ما كُبَّت وجوه الرجال

أشجاع فأنت أشجع من ليث ... عرين حميم أبي أشبال

أجود فأنت أجود من سيل ... دياس يسيل بين الجبال

ولما بلغ عمر موته قال: قد ثلم في الإسلام ثلمة لا ترقق، ولم يوجد له بعد؛ إلا


= ٢/ ٢٥١، تجريد أسماء الصحابة ١/ ١٢٤، الاستيعاب ٢/ ٤٢٧، الأعلام ٢/ ٣٠٠، طبقات ابن سعد ٧/ ٤٧٩، سير الأعلام ١/ ٣٦٦، البداية والنهاية ٧/ ١١٣، شذرات الذهب ١/ ١٥، ٢٣، ٢٤، ٢٦، ٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>