وقال مسلمة الأندلسي في كتاب "الصلة": ضعيف. وقال النسائي -فيما ذكره الخطيب-: متروك الحديث. وقال سعيد النقاش: حدَّث بكتاب "العقل" وأكثره مَوْضُوع.
وقال الحاكم أبو عبد اللَّه: حدَّث ببغداد عن جماعة من الثقات بأحاديث مَوْضُوعة، حدَّثونا عن الحارث بن أبي أسامة عنه بكتاب "العقل"، وأكثر ما أودع ذلك الكتاب من الحديث موضوع على رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَذَّبه أحمد بن حنبل، جَزَاه اللَّه عن نبيه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خيرًا.
وذكره الساجي، وأبو العرب، والعقيلي، والبلخي، وابن السكن في جملة الضعفاء. وذكر ابن الجوزي في "الموضوعات" أن أحمد بن حنبل قال فيه: هو كذَّاب. وقال أبو حاتم ابن حِبَّان: كان يضع الحديث على الثقات، ويروي عن المجاهيل المقلوبات. وذكره ابن شاهين في جملة الثقات.
وفي "كتاب ابن الجارود": ليس بكذَّاب، ولكنه رجل سمع الحديث بالبصرة، ثم صار إلى عبادان لعمل الخوص، فنسي الحديث وجفاه، فلما قدم بغداد جاءه أصحاب الحديث، فجعل يُخطئ في الحديث، ولكنه في نفسه ليس بكذوب.
وفي "كتاب ابن الجوزي": قال أبو الفتح الأزدي: متروك الحديث. وفي "كتاب ابن مردويه": قال ابن معين: المحبر وولده ضعاف. وذكره البخاري في فصل:(من مات من التسعين إلى المائتين).
وفي قول المزي: قال البخاري: مات يوم الجمعة لثمان مضين من جمادى الأولى، سنة ست ومائتين. زاد غيره: ببغداد. نظر، يُبين لك أن نقل المزي من غير أصل، إذ لو نقل من أصل لرأى أن البخاري نفسه نص على بغداد، فلا حاجة إلى ذِكر هذه اللفظة الموهمة كثرة الاطلاع والتفتيش من عند غيره، ونص ما عند البخاري في "التاريخ الأوسط" -نُسْختي التي كتبت عن أبي محمد عبد الرحمن بن الفضل الفارسي سنة ثلاث وتسعين ومائتين عن البخاري-: مات داود بن محبر أبو سليمان ببغداد سنة ست -يعني: مائتين- يوم الجمعة لثمان مضين من جمادى الأولى، قال أحمد: شبه لا شيء لا يدري ما الحديث. فهذا كما ترى بدأ ببغداد قبل غيرها، وزاد شيئًا لم يذكره المزي - أيضًا.
وقال القراب في "تاريخه": أنبا، أحمد بن إسماعيل، ثنا الزهيري، قال: ثنا