حملوه على ديلم بن هوشع الصحابي، وإِنَّمَا اسم أبي وهب هذا: عبيد بن شرحبيل بن ثابت، كذا نسبه أهل الخبرة ببلدنا.
وقال أبو عبيد اللَّه الجيزي في كتاب "الصحابة" تأليفه: ومِنْ موالي بني هاشم: ديلم الجيشاني، يكنى أبا وهب، شهد فتح مصر، وروى حديث "إِنَّا بِأَرْضٍ بَارِدَةٍ".
وقال الرشيد في "فوائده الجدد": الذي يظهر أَنَّ أبا وهب الجيشاني رجلان مصريان، أحدهما: صحابي واسمه ديلم بن هوشع، وقال فيه ديلم بن أبي ديلم، ويُقال فيه: الحميري أيضًا وهو رجل واحد، شهد فتح مصر وسكنها.
الخامس: قوله الذي روى عنه ابنه عبد اللَّه فيروز. قد سبق قول مَنْ قال: إن اسمه فيروز، وديلم لقب، فلا خلاف بين القولين، ويزيده وضوحًا قول الترمذي في كتاب "الصحابة": ديلم الحميري، يُقال: هو فيروز الديلمي اليمامي. وقول ابن حبان في كتاب "الصحابة": ديلم بن هوشع له صُحبة، وهو الذي يُقال له: فيروز الديلمي، ومات بمصر.
وقال محمد بن سعد كلامًا أوضح ما أشكل على مَنْ لم ينظر كتابه وهو: فيروز الديلمي، يكنى أبا عبد اللَّه، وهو من أبناء فارس، وهو الذي قتل الأسود العنسي، وبعضهم يروي عنه فيقول: حدَّثني الديلمي الحميري.
ويقول بعضهم: عن الديلم. وهذا كله واحد، إِنَّما هو: فيروز بن الديلمي. والذي يبين ذلك: الحديث الذي رواه، واختلفوا في اسمه على ما ذكرنا، والحديث واحد:
أنبا أبو عاصم، عن عبد الحميد بن جعفر، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد، عن الديلم: قال: قلت لرسول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّا بأرض باردة). الحديث، وأنبا بهذا الحديث أيضًا: محمد بن عبيد، عن ابن إسحاق، عن يزيد، عن مرثد، عن ديلم الحميري، وأنبا محمد بن عمر، ثنا ابن أبي سبرة، عن إسحاق بن عبد اللَّه، عن أبي وهب الجيشاني، عن أبي خراش، عن الديلمي الحميري.
وتمام الحديث: في بعض المغازي، وإنما قيل له: الحميري؛ لنزوله في حمير، ومُخالفته إياهم، واللَّه أعلم، ومات فيروز في خِلافة عثمان بن عَفَّان رضي اللَّه عنهما. وسَمَّاه البرقي: ديلم بن حبيب الجيشاني.
هذا كلام الناس لا ما قلت قد وهم البخاري، في الذي سيقوله ظهر الصواب، وأن قولك لم يكتب يرويه، قد تبينته بقوله.