من جلتهم. وقال القاسم بن محمد: لو كنت متمنيًا أحدًا تلده أمي لتمنيت ربيعة. وخرج ابن حبان حديثه في "صحيحه"، وكذلك: ابن خزيمة، وأبو عوانة، والحاكم، وأبو علي الطوسي، والدارمي.
ولما ذكره ابن خلفون في "الثقات" قال: كنيته أبو عثمان أصح، وكان أحد فُقَهاء المدينة الذين كانت الفُتْيَا تدور عليهم، وتُوفي آخر خِلافة أبي العباس، وقبل سنة اثنتين وأربعين ومائة، وكان ابن عيينة، والشافعي، وأحمد بن حنبل لا يرضون عنه رأيه؛ لأن كثيرًا منه يوجد له بخلاف المسند صحيح؛ لأنه لم يتسع في الحديث، وقد فضحه فيها ابن شهاب، وكان أبو الزناد معاديًا له، وكان أعلم منه بالحديث، وكان ربيعة أورع من أبي الزناد، وكان مالك يفضله ويرفع به، ويثني عليه في الفقه والفضل، على أنه مِمَّن اعتزل حلقته؛ لإغراقه في الرأي. وذكره الخطيب في "الرواة عن مالك بن أنس"، تلميذه.
وفي كتاب "الآباء والأمهات" لأبي الأصبغ السرقسطي: أهل المدينة يسمون اللقيط فرخًا، وكان الفضل بن الربيع يلقب فرخًا؛ لأنه كان دعيًا لغير رشده.
وقال الطبري في "طبقات الفقهاء": وكان من مقدمهم -يعني: فُقهاء المدينة- كان فقيهًا سريًّا سخيًّا. وقال ابن شهاب: ما مثل ربيعة عندي إلا مثل الفرس حين يخرج من الفصيل، حيث ما وجهته ينبعث بك.
وقال الساجي: حدَّثنا أحمد بن محمد. . .، إبراهيم بن المنذر الحزامي، ثنا محمد بن فليح، عن أبيه، قال: سمعت الزهري يقول: أخرجني من المدينة العبدان: ربيعة، وأبو الزناد.
وقال أبو مصعب الزهري: كان ربيعة، وأبو الزناد فقيهي أهل المدينة في زمانهما.
وقال أبو جعفر البغدادي قلت ليحيى: من أكثر في سعيد، الزهري أم ربيعة؟ قال: الزهري في الحديث أكثر، وما ربيعة بدونه، والغالب على ربيعة الفقه، وعلى الزهري الحديث، ولكل واحد منهما مقام أقامه اللَّه تعالى فيه.
وقال عبد العزيز بن أبي سلمة: قلت لربيعة -في مرضه الذي مات فيه-: إِنَّا قد تعلمنا منك، وربما جاءنا من يستفتينا في الشيء. لم نسمع فيه شيئًا، فترى إن رأينا خيرًا له من رأيه لنفسه فنفيته؟ قال: فقال ربيعة: أقعدوني، ثم قال: ويحك يا عبد العزيز؛ لأن تموت جاهلا خير من أن تقول في شيء بغير علم، لا، لا، ثلاث مرات. وفي "كتاب