للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: فالحديث الذي روي عن سلمان، وهو أمير المدائن في الرجل الذي كان معه فاعتل فلما أن قرب أمره سمع سلمان منه نزعًا شديدًا، فسلم فسمع رد السلام عليه، ولم ير الشخص، فقال سلمان: يا ملك الموت؛ ارفق بصاحبنا، فقال: "إِنِّي بِكُلِّ مُؤْمِنٍ رَفِيقٌ".

هل صح عندك هذا الحديث يا أبا زكريا؟ فقال: رواه شبابة المدائني، وليس ينكر أن يكون مثل هذا لسلمان، وإنما نقل أهل الحديث السنن التي هي نظام الفرائض، والفضائل التي فضل بها صلى اللَّه عليه وسلم قومًا دون قوم لا يوضع الأشياء إلا في مواضعها، وأما ما كان من هذه الأحاديث التي يكون فيها الرغائب، أو اللفظة التي يكون فيها كرامة للعبد فليس هذا بمنكر.

وخرج الحافظ البستي حديثه في "صحيحه"، وكذلك أبو عوانة بلفظ: "سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبِ"، فذكر حديثه الطويل في أخبار الموت.

ولما خرجه ابن منده في كتاب "الإيمان"، قال: إسناده متصل مشهور، وأبو علي الطوسي، وأبو محمد بن الجارود والدارمي.

وقال أبو أحمد الحاكم: أبو عمر، ويقال: أبو عبد اللَّه زاذان الكندي، مولاهم الكوفي، ليس بالمتين عندهم.

وفي كتاب "الثقات" لابن شاهين: زاذان ثقة، كان يتغنى، ثم تاب.

وكناه مسلم بن الحجاج: أبا عمر، ولم يذكر أبا عبد اللَّه، وكذلك أبو حاتم الرازي وابن عدي، وقال: روى عن جماعة من الصحابة، منهم: ابن مسعود، وتاب على يديه.

والساجي قال: نسبه الحكم وسلمه إلى الإكثار.

وابن البيع في كتاب "المدخل"، والخطيب وقال: كان ثقة، والبرقي في كتاب "الطبقات"، وزعم أنه مجهول تفرد عنه أبو إسحاق.

والطبراني في ترجمة سلمان من "المعجم الكبير"، والنسائي وزاد: عن شعبة سألت سلمة بن كهيل عنه، فقال: أبو البختري أعجب إلي منه.

وقال زبيد: رأيته يصلي كأنه جذع.

وقال الأعمش: عن المنهال بن عمرو، عن أبي عمر زاذان، وقال هارون بن عنيزة: ثنا أبو عمر زاذان، وأبو بشرى الدولابي، وزاد: كان فارسيًا من شيعة علي، ومات سلطان عبد الملك، وأدرك عمر بن الخطاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>