للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال المرزباني في "المعجم": السائب بن فروخ، مولى لبني خذيمة بن عدي بن الديل، كان هجاء خبيثًا فاسقًا مبغضا لآل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، مائلا إلى بني أمية مداحًا لهم، وهو القائل لأبي الطفيل - وكان شيعيا: [الوافر]

لَعَمْرَكَ إِنَّنِي وَأَبَا الطُّفَيْلِ ... لَمُخْتَلِفَانِ وَاللَّهُ الشَّهِيدُ

واستفرغ شعره في هجاء آل الزبير غير مصعب؛ لأنه كان إليه محسنًا، وهو القائل يهجو مواليه (١): [الطويل]

وَمَا قُرْبُ مَوْلَى السُّوءِ إِلا كَبُعْدِهِ ... بَلِ الْبُعْدُ خَيْرٌ مِنْ عَدٍو يُقارِبُهْ

وَإنِّي وَتَأْمِيلِي جَذِيمةَ كَالَّذِي ... يُؤَمِّلُ مَا لا يُدْرِك الدَّهْرَ طَالبُهْ

فَأَمَّا إِذَا استغنيتُمُ فَعَدُوُّكم ... وَادَّعَي إِذَا مَا غص بِالْمَاءِ شَارِبُهْ

وقال في كتاب "المنحرفين": حدثني أحمد بن محمد المكي، ثنا أبو العيناء، أنبا صالح بن الهيثم، ثنا أبو مسكين.

قال: كان أبو العباس عثمانيًا، وهو القائل لأبي الطفيل: لعمرك. . . البيت وبعده:

أرى عثمان مهديا وتأبى ... متابعتي وأبي ما تريد

قد ضلوا بحب أبي تراب كما ... ضلت عن الحق السيوف

ضللت بحبهم سبعين عاما ... فلا دينا ولا دنيا يفيد

كتب إلي أحمد بن عبد العزيز: أنبا عمر بن شبة، عن أبي عبيدة.

قال: هوى أبو العباس الأعمى امرأة ذات بعل، فراسلها، فأعلمت زوجها، فقال: أطمعيه، فأطمعته، وأرسلت إليه فأتاها فجلس زوجها إلى جانبها.

فقال لها أبو العباس: إنك وقد وصفت لنا ولا نراك فالمسينا، ثم قال:

أفاطم قد وصفت لنا بحسن ... وإنا لا نراك فأسينا

فأخذت يده فوضعتها على فعل زوجها، فنفر وعلم أنه قد كيد، فنهض وخرج وهو يقول (٢): [الوافر]

على ألية ما دمت حيا ... أمنسك طائعًا إلا بعود


(١) انظر: الأغاني ١٢/ ٣٧٠، لباب الآداب ١/ ١٠٧، الصداقة والصديق ١/ ٦٣.
(٢) انظر: الأغاني ١٦/ ٣٢٤، أخبار النساء ١/ ٥٤، زهر الأكم في الأمثال والحكم ١/ ٢٥٣، نكث الهميان ١/ ٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>