وقال الجهمي: قيل ذاك لوالده؛ لأنه طوى ثلاثًا فلم يسأل، فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم:"من أراد أن ينظر إلى عفيف المسألة فلينظر إلى مالك بن سنان". وقتادة بن النعمان أخو أبي سعيد لأمه، ومات أبو سعيد سنة خمس وستين.
وقال ابن عيينة: أدرك أبو سعيد الحرة، وكانت سنة ثلاث وستين، وذكر بعضهم أن أبا شيبة الخدري أخوه. وفي "تاريخ البخاري"، و"كتاب" أبي منصور الباوردي: مات بعد الحرة بسنة.
وقال أبو هارون العبدي: رأيت لحيته بيضاء خصلا خصلا، قال: ورأيته ممعط اللحية، فقلت: تعبث بلحيتك فقال: لا، هذا ما لقيت من ظلمة أهل الشام دخلوا علي زمن الحرة فأخذوا ما كان في البيت من متاع وخرقي، ثم دخلت طائفة أخرى فلم يجدوا في البيت شيئا فأشفقوا أن يخرجوا بغير شيء، فقالوا: اضجعوا الشيخ فأضجعوني فجعل كل واحد منهم يأخذ من لحيتي خصلة، فأنا أتركها حتى أوافي بها ربي عز وجل.
وقال أبو الحسن علي بن المديني: مات سنة ثلاث وستين.
وفي قول المزي: روى عنه أبو الخليل مرسلا، نظر؛ لأن الترمذي لما خرج حديثه في كتاب "النكاح" عنه، عن أبي سعيد، قال: حسن.
وكذا ذكره الطوسي في "أحكامه"، ورواه النسائي أيضًا كذلك ولم يعترضه، واللَّه أعلم.
والذي قاله ابن عساكر: روى عن قتادة، عن أبي الخليل، عن أبي علقمة، عن أبي سعيد، لا يكفي في الانقطاع إذ لم ينص عليه، وإلا فقد رأينا الإنسان يروي عمن سمع حديثا، ثم يرويه عن آخر عنه، هذا إذا كان ذلك الشيخ معروفا بالأخذ عن ذلك الشيخ، ولم يحكم أحد من الأئمة بانقطاع ما بينهما.
روى عن أبي سعيد الخدري عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة المازني، الأنصاري، عند أبي داود والنسائي، وغيرهما، وعمار مولى الحارث بن نوفل عند أبي داود، والنسائي، وأبو داود، عن أبي سعيد.
قال النسائي: هو خطأ، والصواب: داود السراج، وابن أخي أبي سعيد، ويقال: بل هو مولاه، روى الترمذي من حديث ابن أرطاة، عن رباح بن عبيدة، عن ابن أخي أبي سعيد.