للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صلى اللَّه عليه وسلم بينه وبين مصعب بن عمير، وقيل: سعد بن معاذ.

وفي كتاب "الاستيعاب": أسلم بعد سنة، وهو الذي كوّف الكوفة، ولما قعد عن إجابة علي طمع فيه معاوية فكتب إليه سعد (١): [الوافر]

معاوي داؤك الداء العياء ... وليس لما تجيء به دواء

أيدعوني أبو حسن علي ... فلم أردد عليه ما يشاء

وقلت له أعطني سيفا بصيرا ... تبين به العداوة والولاء

فإن الشر أصغره كبير ... وإن الظهر تثقله الدماء

أتطمع في الذي أعيا عليا ... على ما قد طعمت به العفاء

ليوم منه خير منك حبًّا ... أنت للمرء الغداء

فأما أمر عثمان فدعه ... فإن الرأي أذهبه البلاء

وقال الزبير بن أبي بكر، والفلاس، والحسن بن عثمان: توفي سنة أربع وخمسين.

وذكر أبو العباس في كتاب "المفجعين" تأليفه: لما جعل عمر الشورى، قالوا: إن نحب أن تقول فيهم قولا نريد أن تدبر برأيك فيهم.

قال: أفعل، لا يمنعني من سعد بن أبي وقاص إلا فظاظته وعنفه، وذكر الخمسة الباقين.

وفي "كتاب أبي نعيم": أسلم بعد أربعة، وقال الزهري: رمى سعد يوم أحد ألف سهم.

وعن عائشة ابنته، قالت: حدثني أبي، قال: رأيت قبل أن أسلم كأني في ظلمة لا أبصر شيئًا، إذ أضاء لي قمر فاتبعته، فكأني انظر إلى من سبقني إلى ذلك القمر، فأنظر إلى زيد بن حارثة، وعلي بن أبي طالب، وأبي بكر، وكأني أسألهم متى انتهيتم إلى هاهنا؟ قالوا: الساعة. فلما استيقظت بلغني أن رسول اللَّه يدعو إلى الإسلام مستخفيا، فلقيته في شعب أجياد وقد صلى العصر فأسلمت فما تقدمني أحد إلا هم، وفيه نزل قوله تعالى: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} [لقمان: ١٥]. انتهى كلامه، وفيه نظر من حيث إن صلاة العصر لم تفرض إلا بعد إسلامه بدهر، اللهم إلا أن يكون أراد أنه صلى صلاة في


(١) انظر: شرح نهج البلاغة ٣/ ١١٤، نهاية الأرب في فنون الأدب ٢٠/ ١٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>