وقال الزهري في "التهذيب": كان كثير الرواية عن الأعراب، والغالب: عليه النوادر والغريب.
وله فضل معرفة بمقاييس النحو، وعلم القرآن وإعرابه. روى عنه أبو عبيد بن سلام ووثقه، وأبو حاتم النحوي وقدمه واعتد بروايته.
وقال ثعلب: كان أبو زيد يصدق.
وفي كتاب "الكنى" لمسلم: أبو زيد يذكر بالقدر، وقال النسائي، في "الكنى": إلى القدر.
ثناء أبي حاتم عليه دليل على ضد ذلك.
وقال ابن أبي حاتم: قلت لأبي: روح بن عبادة، وأبو عبيد الخفاف، وأبو زيد النحوي، أيهم أحب إليك في ابن أبي عروبة؟ فقال: روح.
وقال أبو حاتم ابن حبان البستي: يروي عن ابن عون ما ليس من حديثه لا يجوز الانفراج بما انفرد به من الأخبار، ولا الاعتبار إلا بما وافق الثقات في الآثار، روى عن: ابن عون، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال:"يَا بِلال، أَسْفِر بِالصُّبْحِ، فَإِنَّهُ أَعْظَمُ لِلأجْر (١) "، وليس هو من حديث ابن عون، ولا ابن سيرين، ولا أبي هريرة، وإنما هذا المتن من حديث رافع بن خديج فقط فيما لا يشبه، هذا مما لا يشك فيه عوام أصحابنا أنها مقلوبة أو معمولة.
وقال أبو بكر الخطيب: كان ثقةً ثبتًا.
وفي "أخبار النحويين" لمحمد بن عبد الملك التاريخي: ثنا أبو العباس المبرد، قال: أبو زيد أنصاري صليبة.
وحدثني محمد بن علي بن حمزة، ثنا المازني.
قال: رأيت الأصمعي جاء إلى أبي زيد في حلقته فقبل رأسه وجلس بين يديه، وقال: أنت رئيسنا وسيدنا مدة ثلاثين سنة.
وقال المازني: ومات أبو زيد سنة خمس عشرة ومائتين.
(١) أخرجه ابن أبي شيبة ١/ ٢٨٣، رقم ٣٢٤٢، والترمذي ١/ ٢٨٩ رقم ١٥٤ وقال: حسن صحيح. والطبراني ٤/ ٢٤٩، رقم ٤٢٨٣ وابن حبان ٤/ ٣٥٧، رقم ١٤٩٠ والبيهقي ١/ ٤٥٧، رقم ١٩٨٩ والنسائي ١٢٧٢ رقم ٥٤٨.