قال عبد الرحمن: سمعت أبي، وقيل له: يصح لسعيد سماع من عمر؟
قال: لا؛ إلا رؤية على المنبر ينعي النعمان بن مقرن. وفي "تاريخ أبي زرعة النصري، الدمشقي": ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، عن يحيى بن حسان، عن ابن لهيعة، عن بكير بن الأشج.
قال: سألت سعيدًا سمعت من عمر شيئًا، قال: لا.
قال: وحدثني عبد الرحمن، عن الحارث بن سفيان، عن ابن وهب، عن مالك.
قال: لم يسمع من عمر ولكنه حفظ علمه وأموره، قال: وسألت أحمد بن حنبل، عن حديث حدثنيه محمد بن أبي أسامة، عن ضمرة، عن الأوزاعي، عن يحيى بن سعيد، عن ابن المسيب، عن أبي ثعلبة الخشني، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم:"كُلْ مَا رَدَّتْ عَلَيْكَ قَوْسُكَ، فَقَالَ: مَا لِسَعِيدِ وَأَبِي ثَعْلَبَةَ؟ وَلَمْ يُعْجِبْهُ، قَالَ: لَيْسَ هَذَا بِشَيْءٍ (١) ".
وذكر ابن أبي شيبة في "المصنف" عن قتادة: واللَّه ما حدثنا الحسن، وسعيد بن المسيب، عن بدري مشافهة إلا سعيد، عن سعد، وكذا ذكره مسلم في مقدمة كتابه الصحيح.
قال البرقي: كأنه يريد بذلك عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فأما إدراكه عثمان وعليًا، ونحوهم فلا شك فيه، ولكن ليس يحفظ رواية عنهم مرفوعة، إلا شيئا عن علي ليس فيه سماع.
وقال ابن أبي حاتم: ثنا صالح بن أحمد: ثنا علي بن المديني.
قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: سمعت مالكًا، قال: يحيى أو حدثني به ثقة، قال: لم يسمع سعيد من زيد ثابت.
قال: وسمعت أبي يقول: سعيد عن عائشة رضي اللَّه عنها: (إن كان شيء فمن وراء الستر). انتهى. وأما روايته عن بلال، فيقتضي أن تكون مرسلة، لأن ابن أبي حاتم قال:
(١) أخرجه أحمد ٢/ ١٨٤، رقم ٦٧٢٥، وأبو داود ٣/ ١١٠، رقم ٢٨٥٧. وأخرجه أيضًا: الدارقطني ٤/ ٢٩٣، رقم ٨٨، والبيهقي ٩/ ٢٤٣، رقم ١٨٦٩١.