للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سلمة يرثي أخاه (١): [الطويل]

وباكية تبكي إليَّ بشجوها ... ألا رب ذي شجو حواليك فانظري

فما ذرفت عيني على خير مذحج ... وما هملت إلا بدمع معذر

نظرت وسفي الترب بيني وبينه ... فقلت وأي أي ساعة تنظر

أخي لا ينتجي القوم دونه ... كفحل الهجان الأدم المتبختر

وقد نظرت عيني إليه ودونه ... من الترب أمثال الملاء المُنيَّر

وذكر أنه أسلم بعد ذلك.

وقال الكلبي: كان سلمة سيد بني حريم بن جعفي.

وحديثه ألزم الدارقطني الشيخين تخريجه لصحة الطريق إليه.

وفي كتاب "الطبقات" لابن سعد: "كَانَتْ جُعْفِيُّ يُحَرِّمُونَ الْقَلْبَ، فلما وفد ابنا مليكة سلمة، وقيس على النبي صلى اللَّه عليه وسلم دعا لهما بقلب فشوي، وقال: إنه لا يكمل إسلامكما حتى تأكلاه. فلما تناوله سلمة أرعدت يده، فقال له النبي صلى اللَّه عليه وسلم: كله. فأكله وقال (٢): [الوافر]

عَلَى أَنِّي أَكَلْتُ الْقَلْبَ كَرْهًا ... وَتَرْعَدُ حِينَ مَسَّتْهُ بَنَانِي

وسألاه عن أمهما وقالا: إنها كانت تصل الرحم، وتفك العاني. فقال: في النار. فمضيا وَهُمَا يَقُولانِ: وَاللَّهِ، إِنَّ رَجُلا أَطْعَمَنَا الْقَلْبَ، وَزَعَمَ أَنَّ أمَّنَا فِي النَّارِ لأهْلٌ أَنْ لا يُتَّبَعَ. وَذَهَبَا، فَلَمَّا كَانَا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ لَقِيَا رَجُلا مِنْ الصحابة مَعَهُ إِبِلٌ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ، فَأَوْثَقَاهُ وَاطرَدَا الإِبِلَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وسلم، فَلَعَنَهُمَا فِيمَنْ كَانَ يَلْعَنُه فِي قَوْلِهِ: لَعَنِ اللَّهُ رِعْلا وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَلِحْيَانَ وَابْنِي مُلَيْكَةَ مِنْ حَرِيمٍ وَمُرَّانَ (٣) ".

وزعم المرزباني في "معجمه" أنه رثى أخاه لأمه وأبيه قيس بن يزيد بقوله من


(١) انظر: الأغاني ٩/ ٣١٠، الأمالي في لغة العرب ٣/ ٧٠، القوافي ١/ ٤، فرحة الأديب ١/ ٤٥.
(٢) انظر: الأغاني ٩/ ٣١٠، الأمالي في لغة العرب ٣/ ٧٥، الكامل في اللغة والأدب ١/ ٧٣١، سمط اللآلئ ١/ ٢٠٥، كتاب التنبيه على أوهام أبي علي في أماليه ١/ ٩٧، الأشباه والنظائر ١/ ١٥٧، الحماسة البصرية ١/ ١٠١.
(٣) أخرجه ابن أبي شيبة ٧/ ٤٥٠، رقم ٣٧١٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>