للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال أبو محمد ابن أبي حاتم: قيل: إن أبا داود كان محله أن يذاكر شعبة. وقال وكيع: ما بقي أحد أحفظ لحديث طويل من أبي داود. فلما بلغ أبو داود قال: ولا لقصير، ورويت عن شعبة ستة آلاف وسبع مائة حديث. قال أبو عبد الرحمن: ما أقل ما فاته عن شعبة، وسمعت أبي يقول: أبو داود محدث صدوق، وكان كثير الخطأ. أبو الوليد، وعفان أحب إلي منه. وسئل أبي عن أبي داود، وأبي أحمد الزبيري: أيهما أحفظ؟ فقال: أبو داود أحفظ من أبي أحمد.

وعده مسلم في الطبقة الرابعة من أصحاب شعبة، وكذلك علي بن المديني.

ولما ذكره ابن خلفون في "الثقات" قال: كان من الحفاظ الكبار.

وفي كتاب "الجرح والتعديل": عن الدارقطني، عن يحيى بن معين قال: كنا عند أبي داود، فقال: ثنا شعبة، عن عبد اللَّه بن دينار، عن ابن عمر: "نهى النبي صلى اللَّه عليه وسلم عن النوح (١) ". قال: فقيل له: يا أبا داود؛ هذا حديث شبابة. قال: فدعه. قال أبو الحسن: لم يحدث به إلا شبابة. وهذه قصة مهولة عظيمة في أبي داود.

وزعم الحاكم أنهما اتفقا على تخريج حديثه، وأبى ذلك غيره، وكأنه أشبه.

وقال أبو الوليد في كتاب "الجرح والتعديل": هو كثير الرواية، وليس له ذلك الميز؛ فلذلك كان يخطئ كثيرًا، وأبو أحمد الزبيري أنقى حديثًا منه، وكذلك حرمي بن عمارة، وقول أبي حاتم: هو أحفظ من أبي أحمد. يريد سعة الرواية، واستظهاره لما يرويه.

وقول يحيى في النظيرين: أبي داود، وابن مهدي فيه نظر، لأن ابن مهدي لا يوازيه إلا يحيى بن سعيد، وليس أبو داود من هذا النمط، ولا يقرب منه، وهو وإن كان أكثر رواية عن شعبة، وهو الذي أراده يحيى بن معين، فإن ابن مهدي أعلم وأبصر بالحديث وعلله.

وزعم أبو الحسن المرادي في كتاب. . . . . تأليفه: أنه كفّ بصره في آخر عمره.


(١) أخرجه عبد بن حميد ص ٣٠٩، رقم ١٠٠٦، والطيالسي ص ٢٣٥، رقم ١٦٨٣، والترمذي ٣/ ٣٢٨، رقم ١٠٠٥ وقال: حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>