أعرف له راويًا غير شعبة، وتوبة قد أخرجت له من الرواة غير واحد على حسب ما بينته في الترجمة، حدثني علي، ثنا الحسين، ثنا محمد بن بشار، ثنا ابن مهدي، ثنا شعبة، عن أبي صدقة قال: صليت إلى جنب ابن عمر. قال ابن بشار: قلت لعبد الرحمن: أبو صدقة هو سليمان بن كندير؟ قال: نعم. قال الحسين: وثنا ابن مثنى، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، قال: سمعت أبا صدقة العجلي قال: صليت إلى جنب ابن عمر.
وقال النسائي في كتاب "الكنى": أبو صدقة سليمان بن كندير: أنبا إسحاق، ثنا محمد بن مروان، ثنا سليمان بن كندير ويكنى أبا صدقة: أنه صلى إلى جنب ابن عمر. وأبو صدقة توبة روى عن أنس.
وقال مسلم: أبو صدقة سليمان بن كندير العجلي، سمع ابن عمر. روى عنه شعبة. ذكره في كتابه "الرواة عن شعبة"، وقال في "الكنى": أبو صدقة سليمان بن كندير، سمع ابن عمر. وأبو صدقة توبة، عن أنس.
وقال الدولابي: سليمان بن كندير صلى إلى جنب ابن عمر، روى عنه محمد بن مروان. وأبو صدقة توبة، عن أنس، روى عنه شعبة. فقول المزي: هكذا قال أبو داود، وغيره، يعني: سليمان بن كندير يكنى: أبا صدقة.
وقال أبو حاتم، وغير واحد: اسم أبي صدقة: توبة، وهو مولى أنس. وأن ابن كندير يروي عن ابن عمر. غير جيد؛ لأن كلا منهما يكنى: أبا صدقة على حسب ما بيناه. ثم إن أبا حاتم الذي زعم أنه قال: إن اسم أبي صدقة: توبة. قال في سليمان بن كندير: إنه يكنى: أبا صدقة العجلي. قال: روى عنه شعبة، ومحمد بن مران. فكيف يقال: وقال أبو حاتم، وغيره: إن اسم أبي صدقة: توبة. ردًّا على من قال: كنية بن كندير: أبو صدقة. نعم قال: اسم أبي صدقة: توبة. فهل نفى عن غيره التكنية بها، ها هو قد كنى به سليمان، فبِمَ يستدل المزي على الخصوصية؟ هذا الذي عنيته وجدناه قد قال عكس ما نقله عنه، وغيره لا نعلمه حتى ننظر في كلامه. واللَّه تعالى أعلم:[الطويل]
يقولون قولا لم يكن بمحقق ... ولو قيل هاتوا نقلكم لم يجئ به
يخبر لفظًا عند من ليس عالمًا ... ويزعم أن العلم من جل كسبه