ولما ذكر في "صحيحه" حديثه، عن المقداد في المذي قال: مات المقداد سنة ثلاث وثلاثين، ومات سليمان بن يسار سنة أربع وتسعين، وقد سمع من المقداد وهو ابن دون عشر سنين.
وفي "كتاب البيهقي": مولد سليمان سنة سبع وعشرين، ويقال: سنة أربع وثلاثين، فحديثه عن المقداد مرسل. قاله الشافعي، وغيره.
وفي "تاريخ القدس": من زهاد التابعين وأفاضلهم.
وفي قول المزي: قال الهيثم بن عدي: مات سنة مائة، وقيل سنة ثلاث ومائة. نظر؛ وذلك أن الذي رأيت في كتاب "الطبقات" تأليف الهيثم: سليمان بن يسار توفي سنة أربع وتسعين. وهي نسخة قديمة جدًّا، وعليها قراءات للشيوخ في أوائل الأربع مائة، ونقل المزي على سبيل المدح له: أن امرأة سامته نفسه، فامتنع عليها وهرب، قال: فرأيت فيما يرى النائم يوسف عليه السلام، فقلت: أنت يوسف؟ قال: أنا يوسف الذي هممت، وأنت سليمان الذي لم تهم. انتهى، وهذا كلام يقشعر منه الجلد. . . الأنبياء عليهم السلام عن مثله.
وفي كتاب "العلل" لأبي إسحاق الحربي: حديث سليمان بن يسار، عن أم سلمة زوج النبي صلى اللَّه عليه وسلم:"أَنَّ امْرَأَةً كَانَتْ تُهَرَاقُ الدِّمَاءَ (١) ". لم يسمعه منها، بينهما رجل مجهول لم يسم. ورواه مالك في "الموطأ"، عن نافع، عن أم سلمة. وخالفه الليث، وغيره، فرواه عن نافع، عن سليمان، عن رجل، عنها. قال ابن عبد البر: وهو الصواب. وقال الربعي: هو حديث مشهور، إلا أن سليمان لن يسمعه من أم سلمة.
وفي "تاريخ البخاري": سليمان بن يسار لم يسمع من سلمة بن صخر عندي.
وسماعه من أبي رافع أدخله ابن أبي حاتم في "المراسيل".
وفي "تاريخ أحمد بن زهير": ثنا مصعب بن عبد اللَّه قال: كان سليمان مقدمًا في الفقه والعلم، وكان نظير ابن المسيب، وعنه قال: أدركت بضعة عشر صحابيًّا. وولي السوق سنة لعمر أيام الوليد بن عبد الملك.
(١) أخرجه مالك ١/ ٦٢، رقم ١٣٦، وعبد الرزاق ١/ ٣٠٩، رقم ١١٨٢.