ماتت بشاشة أهل العلم والأدب ... بذيل سهل وآسى غير مقترب
من للعريب وللقرآن نسأله ... إذا تغور معناه ولم نصب
وزعموا أنه كان يصوم الحول. . .
وفي "التهذيب": كان أحد المتقنين، جالسه شمر، وابن حمدويه، وابن قتيبة، ووثقاه.
وقال الدارقطني في "الطبقات": أخذ القراءة عرضًا عن ابن يعقوب، وهو أكبر أصحابه، وله اختيار في القراءة. وقال المازني: لو أدركه سلام معلم الحضرمي لاحتاج أن يأخذ علم القرآن منه.
وأنشد يعقوب وأبو حاتم يقرأ عليه: [الرمل]
أسمع القرآن إذا يقرؤه ... سهل القارئ زين القراءه
وقال أبو عثمان الخزاعي: كنت بين النائم واليقظان فسمعت قائلا يقول: [المتقارب]
أبو حاتم عالم بالعلوم ... فأهل العلوم له كالخول
عليكم أبا حاتم أنه ... له بالقراءات علم جدل
فإن تفقدوه فلن تدركوا ... له ما حييتم بعلم بذل
وفيه يقول أبو عمرو البصري: [الوافر]
إلى من تفزعون إذا فجعتم ... بسهل يعديه في كل باب
ومن ترجونه من بعد سهل ... إذا أوري وغيب في التراب
ولما مات قال الرياشي: رحمه اللَّه، ذهب معه بعلم كثير.
وفي "الصحابة" للعسكري: كان واحد عصره في فنه. ومع ذلك فقد قيل فيه: إذا أسند القوم أخبارهم فإسناده الصحف والهاجس. وقال المعيطي: نزيل البصرة، وعالمها باللغة والشعر حسن للعلم بالعروض وإخراج المعمى، ولم يكن حاذقا بالنحو، وله مصنفات كثيرة في اللغة والقرآن، وعليه اعتمد ابن دريد في أكثر اللغة، وكان يتهم بالميل إلى الصبيان وكان بريئًا من ذلك، وإنما كان كثير الدعابة، فوجد أعداؤه بذلك