أبا حاتم الرازي لم يذكر هذا الرجل ألبتة لا في الأسماء، ولا في الكنى التي آخر الكتاب، فينظر.
وقوله: إنما يروي عن قيس. فيه نظر؛ لأن البخاري ذكر غيره، وسيأتي ذكره قريبًا.
قال المزي: ومنها قوله: روى عن عبد اللَّه بن عمر. وإنما يروي عن أبي حجيرة، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص. انتهى كلامه، وفيه نظر؛ لأنه قد قال: قيل: إنه لا يروي عن ابن حجيرة. وهنا ذكر روايته عنه، وأيضًا فإمام هذه الصنعة، والمقدم فيها على الجماعة ذكر في "تاريخه الكبير": أن سهيلا أبا سوية الفقيمي البصري سمع ابن عمر، قوله، وكذا ذكره -أيضًا- ابن حبان.
قال المزي: ومنها قوله: وقد وهم في هذه الترجمة غير واحد من المتقدمين: منهم أبو حاتم الرازي؛ فإنه ذكر في الرواة عنه عبد السلام بن حرب، وهو وهم؛ فإنه لم يدركه، ولا أحدًا من أهل طبقته، والأشبه أن يروي، عن ابنه عبد الملك، عنه. انتهى كلامه، وفيه نظر؛ وذلك أنه ما يدري رحمه اللَّه تعالى أيخثر أم يذيب برد قول أبي حاتم بقوله؟ والأشبه نعوذ باللَّه من الإعجاب، وما أدري أن البخاري نص على روايته أيضًا، عنه، فقال: روى عنه عبد السلام بن حرب، وابنه عبد الملك.
وكذا ذكره يعقوب بن شيبة في "مسنده".
قال المزي: وذكر أبو عمر في "الكنى": أنه جد العلاء بن الفضل بن عبد الملك، والعلاء بن الفضل منقري، لا فقيمي؛ إلا أن يكون وقع في نسبه اختلاف، أو يكون منقري الآباء، فقيمي الأخوال. انتهى كلامه، وفيه نظر من حيث إن أبا عمر ليس بأبي عذرة، هذا القول قد قاله قبله الدارقطني، وبعده أبو نصر ابن ماكولا، الذي رد به المزي قول صاحب "الكمال" في أن أبا سوية مصري لا بصري، ويشبه أن يكون نقله مقلدًا غيره؛ إذ لو كان من أصل لرأى فيه ما عابه على أبي عمر -وأغفل هنا المزي أيضًا ما نقله عن ابن حبان في ترجمة أبي سوية المصري-: أبو سويد اسمه: حميد بن حميد، وقد غلط من قال: أبو سوية. وغفل أيضًا ما ذكره أبو عمر في كتاب "الكنى" الذي نحن الآن بصدده، وأظنه معذورا؛ لأنه نقله من غير أصل.
قال أبو عمر: أبو سوية سهل بن خليفة بن عبدة الفقيمي، ويقال: سهيل بن خليفة،