قال في "الزهرة": قيل: إنه لم يعقب، روى عنه البخاري أربعة أحاديث في (كتاب اللباس) في (باب هل يجعل الخاتم ثلاثة أسطر) في عقب محمد الأنصاري، وزادني أحمد، ثم روى عن أحمد بن الحسن الترمذي وغيره عنه، وقد روى خارج "الصحيح" في كُتبه عن أحمد بن حنبل عدة أحاديث.
وقال الباجي: أخرج البخاري في آخر (المغازي) عن أحمد بن الحسن عنه، ولم يرو في كتابه حديثًا مسندًا عنه غيره، وقال في (النكاح): وقال لنا أحمد بن حنبل، وفي (اللباس): وزادنا أحمد. قال الباجي: وهو أحد الأئمة في الحديث.
وفي "كتاب ابن خلفون": قال البغوي: ثنا أحمد بن حنبل إمام الدنيا.
وفي "تاريخ القراب": قال عبد اللَّه: مات أبي يوم العاشر.
وقال الخليلي في "الإرشاد": ثنا علي بن عمر الفقيه، سمعت أبا الحسن الدرستيني يقول: كان يقال: عبد اللَّه بن مسعود يشبه بالنبي صلى اللَّه عليه وسلم سَمْتًا وَهَدْيًا، وقال عبد اللَّه: من أراد أن ينظر إلى سَمْتِي وَهَدْيِي فلينظر إلى علقمة، وقال علقمة مثل ذلك في النَّخَعي، وقال إبراهيم مثل ذلك في منصور بن المعتمر، وقال منصور مثل ذلك في الثوري، وقال الثوري مثل ذلك في وكيع، وقال وكيع مثل ذلك في أحمد بن حنبل.
قال الخليلي: كان أفقه أقرانه وأورعهم، وأكفهم عن الكلام في المحدثين إلا عند الاضطرار، وكان يملي الكتب من حفظه على تلامذته، وتوفي ببغداد في شهر رجب سنة إحدى وأربعين ومائتين، وقد كان أمسك عن الرواية من وقت الامتحان، فما كان يروي إلا لبنيه في بيته. وكذا ذكر وفاته ابن أبي خيثمة.
وقال ابن الأخضر في "مشيخة أبي القاسم البغوي": هو راهب الأئمة وعالم الأمَّة، به يُضرب الأمثال، وعند ذكره يحضر الإجلال، وسار الاجتهاد أحد أسبابه. وجده حنبل ولي سَرَخْسَ، وقد صنَّف في فضائله جماعة من العلماء؛ كأبى عبد اللَّه الحاكم، وكذلك الجرجاني، وأبي بكر الخطيب، فيما ذكره صاحب" تاريخ حران".
وقال البزار: كان أهل العلم والفقه يعظمونه، ويجلونه، ويقصدونه بالسلام عليه.
وقال ابن حبان في "الثقات": كان حافظًا متقنًا، فقيهًا ملازمًا للورع الخفي، مواظبًا على العبادة الدائمة، به أغاث اللَّه تعالى أُمَّة محمد صلى اللَّه عليه وسلم، وقال: إنه ثبت في المحنة وبذل نفسه للَّه، حتى ضُرب بالسياط للقتل فعصمه اللَّه تعالى عن الكفر،