للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فينهروننا ويقولون: طلحة وزبيد.

وفي "تاريخ ابن أبي خيثمة" عن ليث: أمرني مجاهد بلزوم طلحة، وعن محمد بن طلحة، قال: كان أبي، وزبيد، وسلمة بن كهيل، يسافرون إلى مكة جميعًا ويأتون الجمعة جميعًا، وما سمعتهم يختصمون في دَيْن قط، قال: ومات أبي قبلهما فغسَّلاه جميعًا، ثم التفت إليَّ زبيد وقال: واللَّه لوددت أني فديته ببعض ولدي. قال: وتوضئَا ولم يغتسلا، وقال ابن صالح: كان طلحة مؤاخيًا لزبيد، وكان طلحة عثمانيًّا وزبيد علويًّا، وكان طلحة يُحرم النبيذ وزبيد يشربه، ومات طلحة فأوصى إلى زبيد.

وفي كتاب أبي أحمد الحاكم: عن العلاء بن عبد الكريم، قال: ضحكت عند طلحة فقال لي: إنك لتضحك ضحك رجل ما شهد الجماجم، قيل: يا أبا محمد؛ وشهدت الجماجم؟ قال: نعم. ولما ذكره ابن خلفون في "الثقات" قال: كان رجلا صالحًا، خيرًا فاضلا.

وذكر المزي وفاته من عند ابن سعد، وأغفل منه إن كان رآه: وكان ثقة، وله أحاديث صالحة؛ ولم يذكر وفاته إلا نقلا بقوله: قالوا: وتوفي سنة اثنتي عشرة ومائة.

وفي كتاب ابن أبي حاتم: قال ابن إدريس: ما رأيت الأعمش يثني على أَحَد أدركه إلا على طلحة، قال ابن إدريس: وكانوا يُسمونه -يعني: طلحة- سيد القُرّاء.

وفي "تاريخ البخاري الكبير"، و"الأوسط"، و"الصغير": وحدثني الجعفي، عن حبان، عن أبي محصن حصين، عن حريش، قال: شهدت جنازة طلحة سنة عشر ومائة، وكذا ذكره عنه القراب، زاد: وقاله أيضًا يحيى بن سعيد.

وفي كتاب "الوهم والإيهام": عن مجاهد: أعجب أهل الكوفة إلي أربعة، منهم: طلحة.

وفي قول المزي: روى طلحة -يعني: عن أبيه إن كان محفوظًا-. نظر؛ لأن جماعة من الأئمة ذكروا ذلك في كتبهم، منهم: أبو داود مصرحًا باسم أبيه، والبغوي، وأحمد بن حنبل، وابن مردويه، ورجح ابن القطان ذلك وضعف قول من قال: إنه غير طلحة بن مصرف؛ وسيأتي له زيادة بيان عند ذكر المزي له ثانيًا بعد.

وجزم علي بن عبد اللَّه في "تاريخه"، وكذلك ابن قانع بثلاث عشرة. وذكر المزي روايته عن أنس، وفي كتاب المراسيل لعبد الرحمن: قيل ليحيى بن معين: سمع طلحة من أنس؟ قال: لا؛ يروى عن خيثمة عن أنس. وسمعت أبي يقول: طلحة أدرك أنسًا، وما أثبت له سماع منه، يروي عن خيثمة عن أنس، وعن يحيى بن سعيد عن أنس.

<<  <  ج: ص:  >  >>