للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

زياد صحبه ابن مفرغ أخاه عبادًا، شق عليه وقال له: إن أخي يقدم على أرض حرب فيشتغل بذلك عنك، فإن أبطأ عليك ما تحبه لا تعجل عليه حتى تكتب إليَّ، قال يزيد: نعم. فلما قدم عباد سجستان اشتغل بحروبه عن ابن مفرغ، فبسط لسانه فذمه وهجاه، وكان عباد عظيم اللحية كأنها جوالق، فسار يزيد معه يومًا فدخلت الريح فيها فنفشتها، فضحك ابن مفرغ وقال لرجل إلى جنبه: [الوافر]

ألا ليت اللحى كانت حشيشًا ... فنعلفها خيول المسلمينا

فلو كان حشيشًا قد كفينا مؤنة ... خيل هذا الجيش حينا

وفيه يقول أيضًا، وعاقبه على هجائه له: [مجزوء الكامل]

لهفي على الأمر الذي ... كانت عواقبه ندامه

تركي سعيدًا ذا الندى ... والبيت ترفعه الدعامه

وتبعت عبد بني علا ... جٍ تلك أشراط القيامه

جاءت به حبشية ... سكَّاء تحسبها نعامه

من نسوة سود الوجو ... هـ ترى عليهن الدمامه

وقال أيضًا: [المديد]

ساد عباد ومُلِّك جيشًا ... سبَّحت من ذاك صُمُّ صلاب

إن عامًا صرت فيه أميرًا ... تملِك الناس لعام عُجاب

وفيه يقول أيضًا: [الطويل]

أَعَبَّاد ما للؤم عنك محوَّلٌ ... ولا لك أُمٌّ في قريش ولا أب

سينصرني من ليس تنفع عبده ... رُقاك وقرمٌ من أمية مصعب

وقال أيضًا: [الخفيف]

إن تَركي ندى سعيد بن عثمان ... فتى الجود ناصري وعديدي

واوراعي أخا الضراعة فاللؤ ... م لنقص وفوت شأوٍ بعيد

قل لقومي لدى الأباطح من آ ... ل لؤي بن غالب ذي الجود

سامني بعدكم دَعِيٌّ زياد ... خُطه الغارد اللئيم الزهيد

أوغَل العبد في العقوبة والشتـ ... ـم وأودى بطارفي وتليدي

فارحلوا في حليفكم وأخيكم ... نحو غوث المستصرخين يزيد

فاطلبوا النصف من دعي زياد ... وسلوني بما ادَّعيتُ شهودي

<<  <  ج: ص:  >  >>