وفي كتاب "الطبقات": أسلم يوم الفتح، وأطعمه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بخيبر خمسين وسقًا، ولما ولاه عثمان بيت المال، كان يستسلف منه ويقضيه، كما كان عمر يصنع، ثم اجتمع عند عثمان مرة مال كثير، فلما تقاضاه قال: ما أنت وذاك، إنما أنت خَازنِي؛ فخرج عبد اللَّه حتى وقف على المنبر، فصاح بالناس فاجتمعوا وأخبرهم بما قال عثمان، وقال: هذه مفاتيح بيت مالكم، فأرسل عثمان إلى عبد الرحمن بن عوف، فسأله في أن يكلم عبد اللَّه في أن يقبل المفتاح، وأمر لعبد اللَّه بمال، ومكث المفتاح معلقًا برمانة المنبر حتى صلى عثمان العشاء، فأمر زيد بن ثابت أن يجلس عند المفتاح، ويرقبه أن لا يصل إليه أحد.
وعده أبو الحسن المرادي فيمن عمي من الأشراف، وكذلك عمرو بن بحر الجاحظ، والهيثم في "تاريخه الصغير".
وذكر المزي أن عروة روى عنه، قال: وقيل: بينهما رجل؛ من غير أن يُبيّن أيهما الصواب؛ لشغله بوقوع حديثه عاليًا له، والذي في كتاب أبي نعيم الحافظ: رُوي حديثه في البداءة بالخلاء عن هشام، عن أبيه، عن ابن أرقم، من غير واسطة، محمد بن عبد اللَّه بن كناسة، وأيوب بن موسى، وأيوب ابن أبي تميمة، وسفيان بن سعيد، وشعبة، والحمادان، ومعمر، وابن غيينة، ومحمد بن إسحاق، وهمام، وزهير، وزائدة، ومرجى بن رجاء، وأبو معاوية، وحفص، وابن نمير، وأبو مسهر، ووكيع، وأبو أسامة، ومحمد بن بشر، وعبدة، وأبو ضمرة في آخرين.
وكذا رواه أبو الأسود: أنه سمع عروة قال: كنَّا مع ابن الأرقم به، ورواه وهيب، وشعيب بن إسحاق، وابن جريج، في رواية عن هشام، عن أبيه، عن رجل، عن ابن أرقم.
وفي كتاب "العلل الكبير" للترمذي: وسألت محمدًا، يعني: عن هذا الحديث، فقال: رواه وهيب، عن هشام، عن أبيه، عن رجل، وكأن هذا أشبه عندي، قال أبو عيسى: وصححه ورواه مالك وغير واحد من الثقات، عن هشام، عن أبيه، عن ابن أرقم، لم يذكروا فيه عن رجل.
ولما ذكر البخاري في "تاريخه" الخلاف على هشام قال: في إرساله نظر. ولما ذكر ابن السكن قول عروة: خرجنا مع ابن أرقم؛ قال: أرجو أن يكون صحيحًا.