كذا ذكره المزي، وهو غير جيد لتقديمه الباطل على الحق، قدم الشعر الذي هو باطل على الصحبة التي ذكرها، وهي المزية العظمى، ومثل هذا لا يجوز.
وقال ابن سعد: رأى النبي صلى اللَّه عليه وسلم وحفظ عنه، وصعير هو ابن عمرو بن زيد بن سنان بن المهتجن بن سلامان بن عدي بن صعير بن حزاز بن كاهل بن عذرة بن سعيد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحافي بن قضاعة.
وفي "تاريخ يعقوب بن سفيان الفسوي": ويقال: إنه رأى النبي صلى اللَّه عليه وسلم أيام الفتح.
وقال أبو أحمد العسكري في كتاب "التصحيف": روى عنه فقه وحديث كثير، وقال في كتاب "الصحابة": ذكر بعضهم أنه لحق النبي صلى اللَّه عليه وسلم، وفي رواية بكر بن وائل، عن الزهري، عن ثعلبة بن صغير، عن أبيه؛ وهو وَهْم قبيح، والصحيح: عبد اللَّه بن ثعلبة عن أبيه.
وقال مسلم في "الطبقات"، والدارقطني في "المختلف والمؤتلف": له صحبة ورواية عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم. وقال عبد الغني بن سعيد: يُعد في الصحابة، وقال ابن السكن: يقال: له صحبة، وحديثه في صدقة الفطر مُختَلَف فيه، وصوابه مرسل، وليس يذكر في شيء من الروايات الصحيحة سماع عبد اللَّه من النبي، ولا حضوره إياه.
ولما ذكره البخاري في (فصل من مات من التسعين إلى المائة)، ذكر عن الزهري أنه قال: زعم أبو تميلة أنه أدرك النبي صلى اللَّه عليه وسلم، وخرج معه عام الفتح. وقال أبو عمر: وُلد قبل الهجرة باربع سنين. وفي "المراسيل": قال أبو حاتم: قد رأى عبد اللَّه النبي صلى اللَّه عليه وسلم وهو صغير.
وذكره أبو جعفر الطبري فيمن مات بالمدينة، وقال: روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم ورآه. وفي "تاريخ البخاري" وذكره في جملة الصحابة: وعبد اللَّه بن ثعلبة، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم مرسل، وهو أشبه. إلا أن يكون عن أبيه وهو أشبه؛ فأما ثعلبة ابن أبي صُعير، فليس من هؤلاء، إنما هو ثعلبة ابن أبي مالك، وهذا عبد اللَّه بن ثعلبة بن صعير. قال لي سعيد بن تليد، عن ابن وهب، عن مالك، عن ابن شهاب: أنه كان يجالس عبد اللَّه بن ثعلبة بن صعير ليتعلم منه الأنساب وغيره، فسأله يومًا عن مسألة من