صلى اللَّه عليه وسلم إلى كسرى والمنذر. وكذا قاله خليفة بن خياط، وكان قيس بن عدي جد عبد اللَّه من سادات قريش، رُوي أن عبد المطلب بن هاشم كان ينقذ ابنه عبد اللَّه بن عبد المطلب وهو صغير، ويقول:[الرجز]
يا بأبي يا بأبي يا بأبي ... كأنه في العز قيس بن عدي
وكانت الحكومة في الجاهلية إلى الحارث بن قيس بن عدي في الأموال المحجرة، وهي الأموال التي يسمونها لآلهتهم.
وفي "الطبقات": هاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية، في رواية ابن إسحاق، ومحمد بن عمر، ولم يذكره موسى بن عقبة، ولا أبو معشر. وقال فيه النبي صلى اللَّه عليه وسلم:"أنجبت أمّ حذافة (١) ". وقال محمد بن عمر: لم يشهد عبد اللَّه بدرًا.
وقال البخاري: عبد اللَّه بن حذافة أبو حذافة السهمي، كناه الزهري، لا يصح حديثه، حديثه مرسل. وقال ابن عدي: يعني: حديث "يؤذن في أهل منى أنها أيام طعم وشرب"، وذكر اللَّه تعالى.
وفي "تاريخ ابن يونس": شهد فتح مصر واحتط بها، وتوفي بها وقُبر في مقبرتها، ولم يذكره ابن إسحاق في البدريين.
وفي "معرفة الصحابة" للحافظ أبي نعيم، الذي أوهم المزي رؤية كلامه بنقل وفاته من عنده: لم يذكره عروة، ولا ابن شهاب، ولا ابن إسحاق في البدريين، وقال ابن إسحاق: هو من مهاجرة الحبشة؛ ولم يتابع عليه.
ولما ذكر أبو عبيد اللَّه محمد بن الربيع الجيزي المصري قول من قال: توفي بمصر، قال: قال يحيى بن عثمان: هذا وَهْم، إنما هو خارجة بن حذافة الذي ضُرب في قِبلة المسجد، وقال الضارب: أردت عمرًا وأراد اللَّه خارجة.
وفي كتاب "الصحابة" للبرقي: مختلف فيه، أكان من أهل بدر أم لا، وهو عندنا في الحديث من أهل بدر، والذي حُفظ عنه ثلاثة أحاديث ليست بصحيحة الاتصال. وفي "تاريخ دمشق" عن الزهري: شكى عبد اللَّه إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم بأنه صاحب مزاح وباطل، فقال صلى اللَّه عليه وسلم:"اتركوه، فإن له بطانة تحب اللَّه ورسوله".
وذكره أبو عروبة فيمن قدم من الحبشة بعد بدر، وأن صاحب فلسطين أراده على
(١) أخرجه ابن سعد ٤/ ١٩٠، والحاكم ٣/ ٧٣١، رقم ٦٦٥١. وسكت عنه الذهبي.