يحسبن من لين الحديث ذوائبا ... ويصدهن عن الخنا الإسلام
وفي "تاريخ ابن عساكر": قدم وهو شاب على سليمان بن عبد الملك، فكان يختلف إلى عمر بن عبد العزيز، ليستعين به على سليمان في حوائجه، فقال له عمر: إن رأيت أن لا تقف ببابي إلا في الساعة التي ترى أن يُؤذن فيها فعلت، فإني أكره أن تقف ببابي فلا يؤذن لك، فجاءه ذات يوم، فقال: إن أمير المؤمنين قد بلغه إن في العسكر مطعونًا، فالحق بأهلك أضن بك.
وفي رواية: إنك لن تغنم أهلك شيئًا خيرًا من نفسك. فرجع وأتبعه حوائجه.
وقال مالك: وسُئل عن السدل، فقال: لا بأس به قد رأيت من يوثق به، وفي رواية: يُرضى فعله، يفعل ذلك. فسئل من هو؛ فقال: عبد اللَّه بن حسن بن حسن.
وسُئل عبد اللَّه عن ابن أبي بكر وعمر، فقال: صلى اللَّه عليهما، ولا صلى على من لم يصلّ عليهما، وفي موضع آخر: إن رجلا يسبهما ليست له توبة، وفي موضع آخر: واللَّه لا يقبل اللَّه توبته.
وسُئل يومًا: في أهل قبلتنا كفار؛ قال: نعم، الرافضة، قال لرجل من الرافضة: واللَّه إن قتلك لقربة، لولا حق الجوار. وقال الزبير بن بكار: توفي بالهاشمية سنة خمس وأربعين.
وفي قول المزي: مات ببغداد. نظر، لما ذكره أبو بكر الخطيب، فإنه لما ذكر قول من قال: مات ببغداد؛ قال: هذا وَهْم، إنما مات بالكوفة. وكذا ذكره ابن عساكر وغيره، وهذان الكتابان هُمَا عمدة المزي، فلا أقل من أن ينقل ما فيهما، واللَّه أعلم.
وقال البرقاني: قلت له -يعني: للدارقطني-: روى عبد اللَّه بن حسن، عن أمه، عن جدته؟ فقال: أمه فاطمة بنت حسين، وجدته فاطمة الكبرى بنت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، ولم تسمع أمه منها، ويخرج الحديث.
ولما ذكره ابن خلفون في "الثقات" قال: كان جليلا، رفيع القدر، ثقة، قاله أحمد بن صالح العجلي، وابن عبد الرحيم، وغيرهما. وقال أبو الفرج الأموي في "تاريخه الكبير": كان شيخ أهله وسيد من ساداتهم، ومقدمًا فيهم فضلا، وعلمًا، ودِينًا.
وقال مصعب الزبيري: انتهى كل حسن إلى عبد اللَّه بن حسن، كان يقال: من أحسن الناس؟ فيقال: عبد اللَّه بن حسن، ويقال: من أفضل الناس؟ فيقال: عبد اللَّه بن حسن، وكان يقول: أنا أقرب الناس من النبي صلى اللَّه عليه وسلم ولدني مرتيْن، وهو أول من اجتمعت له ولادة الحسن والحسين. وقال بعضهم: رأيت عبد اللَّه، فقلت: هذا