أعلم من ربيعة، وقال مرة أخرى: لم يكن في القوم أحد أعلم منه.
وقال ابن وضاح: أبو الزناد قد عمل لهم، وضُرب وحبس سبع سنين، وقد كان مالك هَمَّ بطرحه وطرح الزهري، وقيل للثوري: جالسته. فقال: ما رأيت أميرًا غيره.
وقال العجلي: ثقة، وكذا قاله الساجي، وابن جرير الطبري زاد: وهو كثير الحديث، فصيح، بصير بالعربية، عالم، عاقل، كاتب، حاسب. ولما ذكره ابن خلفون في كتاب "الثقات" قال: أحد علماء المدينة، حوى علوفا، وكان مكينًا عنه الأمراء.
وقال البرقي: لا يُعلم له رواية عن أحد من الصحابة، إلا عن أنس بن مالك. وقال ابن عدي: ثنا صالح، قال: سمعت سفيان يقول: جلست إلى إسماعيل بن محمد بن سعد، فقلت: حدثنا أبو الزناد، فأخذ كفا من حصا فحصبني به.
وقال الليث: جاء رجل إلى ربيعة فقال: إني أُمرت أن أسألك عن مسألة، وأسأل يحيى، وأسأل أبا الزناد؛ فطلع يحيى فقال: هذا يحيى، وأما أبو الزناد فليس بثقة ولا رضى.
وقال عباس عن يحيى: قال مالك بن أنس: أبو الزناد، وكان كاتب هؤلاء القوم، يعني: بني أمية، وكان لا يرضى. قال ابن عدي: أبو الزناد من فقهاء أهل المدينة، ومحدّثيهم ورواة أخبارهم، وحدث عنه الأئمة، ولم أذكر له من الرواية شيئًا لكثرة ما يرويه؛ ولأن أحاديثه مستقيمة كلها، وهو كما قال يحيى: ثقة حجة.
وذكره أبو حفص ابن شاهين في كتاب "الثقات".
وفي "الطبقات" لابن سعد: لما ولاه عمر بن عبد العزيز خراج العراق مع عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، وكان حماد ابن أبي سليمان صديقًا لأبي الزناد، فكان يأتيه ويُحادثه، وشغل أبو الزناد ابن أخي حماد في شيء من عمله، فأصاب عشرة آلاف درهم، فأتاه حماد فتشكر له، وقال: محمد بن عمر مات فجأة في مغتسله لسبع عشرة من رمضان سنة ثلاثين، وكان ثقة، كثير الحديث، فصيحًا بصيرًا بالعربية، عالمًا عاقلا، وقد ولي خراج المدينة. انتهى.
المزي ذكر هذا عن كاتبه، إلا المغتسل وسبع عشرة، فإنه قال: قاله الواقدي؛ قال: وقال كاتبه: مات في رمضان، وليس في الطبقات إلا ما أنبأتك. فينظر، وكأنه وهم.
وفي قول المزي: قال خليفة بن خياط: طبقة عدادهم عند الناس في أتباع التابعين وقد لقوا الصحابة، منهم: أبو الزناد لقي ابن عمر، وأنسًا، وأبا أمامة. نظر؛ لأني لم أر خليفة عبر هذه العبارة في كتابيْه في هذا ولا في غيره، والذي في "الطبقات" في