فتعجب الناس من رؤياه، وبكى عليه الأمير إبراهيم بن الأغلب منتحبًا وغيره حتى فرغوا من دفنه وذلك سنة تسعين ومائة.
وفي كتاب "التعريف بصحيح التاريخ" لأبي جعفر أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد: وفيها -يعني: سنة تسعين ومائة- مات أبو عبد الرحمن عبد اللَّه بن عمر بن غانم وهو قاضي إفريقية وذلك في شهر ربيع الآخر. حدثني الثقة، عن سليمان بن عمران قال: سمعت أسد بن الفرات يقول: كان ابن غانم فقيهًا له عقل وصيانة، وله لما تولى أربعون سنة، وكان يكاتب الرشيد.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب "الثقات" قال: مات في ربيع الآخر، وروى عنه: القعنبي وغيره.
والعجب من المزي ذكر لهذا الرجل ترجمة ضئيلة من غير ذكر وفاة، وقال: قال ابن يونس: دخل الشام والعراق في طلب العلم أحد الثقات الأثبات، ثم قال: قال ابن يونس في موضع آخر: بهلول بن راشد الإفريقي، يقال: ولد بإفريقية سنة ثمان وعشرين ومائة مع عبد اللَّه بن غانم في شهر واحد في ليلة واحدة. فيظن من رأى هذا أنه كفاه مؤنة النظر في كتاب ابن يونس، ولو حلف حالف أنه ما رأى كتاب ابن يونس حالة التصنيف؛ لما كان آثما، ليحسن بمن رأى كتاب ابن يونس أن يدع منه من غير فصل في مثل هذه الترجمة الضيقة عنده.
قال سعيد بن عفير: يقال: إن غانمًا قدم مصر مع جناب بن مرغد الرعيني وكان مولى له، ثم انتموا بعد إلى العرب، فقدم عبد اللَّه بن عمر بن غانم مصر، فنزل في العبل فدخل عليه مظفر بن الصلت العتلي، فسأله عن ولد جناب، فقال: ما أعلم أحدًا أقعد بهم مني، فقال مظفر: هو وارثك ولا ترثه. فارتحل عنهم فنزل الجيزة.
ثنا زيادة بن يونس، ثنا موسى بن عبد الرحمن القطان، عن محمد بن سحنون قال: عبد اللَّه بن عمر بن غانم الرعيني يكنى أبا عبد الرحمن، ولي قضاء إفريقية في رجب سنة إحدى وسبعين ومائة دخول روح بن حاتم إفريقية، وكان مولده سنة ثمان وعشرين ومائة، ومات في شهر ربيع الآخر سنة تسعين ومائة.
وفي كتاب "الطبقات" لأبي إسحاق: هو من أقران ابن أبي حازم ونظرائه عاش بعد مالك نحوًا من ستين.