الحديث ورعًا، وقال حماد بن زيد: بثلاث سنين.
وأنبا محمد بن عبد اللَّه الأنصاري قال: كان لا يسلم على القدرية إذا مر بهم، وكان بلال بن أبي بردة ضربه بالسياط؛ لأنه تزوج امرأة عربية، وكان يصوم يومًا ويفطر يومًا حتى مات.
وفي "تاريخ المنتجالي": كانت أمه خراسانية، وبشر أبوه بولادته حين خرج مصعب لقتال المختار.
وقال ابن المبارك: وجدت العلم في الناس كثيرًا ووجدت الأدب في أربعة فذكر ابن عون، وقال أيضًا: كل حديث أناس يزيد، وجدت ابن عون ينقص، ووددت أني كنت أخذت منه بقدر ما سمعت من العلم أدبًا.
وروى حماد بن زيد، عن ابن عون قال: حدثني أبي، عن جدي أرطبان قال: لما عُتقت اكتسبت مالا، فأتيت بزكاته إلى عمر بن الخطاب، فقال: ما هذا؟ قلت: زكاة مالي، فقال لي: أولك مال؟ قلت: نعم، قال: بارك اللَّه لك في مالك، قلت: يا أمير المؤمنين؛ وولدي. قال: ولك ولد؟ قلت: يكون. قال: بارك للَّه لك في مالك وولدك.
وعن محمد بن فضاء قال: رأيت النبي صلى اللَّه عليه وسلم في النوم وهو يقول: زوروا ابن عون؛ فإن اللَّه يحبه، وإنه يحب اللَّه ورسوله.
وقال شعبة: شك ابن عون أحب إلي من يقين غيره.
وفي كتاب "الجرح والتعديل" للنسائي: ابن عون ثقة ثبت، وفي "الكنى" قال: الثقة المأمون.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب "الثقات" قال: كان ابن عون من الثقات الأثبات الفضلاء الأخيار، قال فيه ابن عبد الرحيم: ثقة ثبت.
وفي "تاريخ ابن أبي خيثمة الكبير": عن أبي الأحوص قال: كان ابن عون سيد القراء في زمانه. ثنا أحمد بن حنبل، عن يحيى بن سعيد: مات ابن عون سنة إحدى وخمسين في أولها.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب "الثقات" قال: كان من سادات أهل زمانه عبادة، وفضلا، وورعًا، ونسكًا، وصلابة في السنة، وشدة على أهل البدع.
وقال البزار: ليس عند ابن عون عن أبيه حديث مسند ولا غير مسند عن رجل صحابي، وكان ابن عون من التوقي على غاية، وحديثه المسند عند الثقات أكثر من مائة قريب من ثلاثين ومائة، وجملة حديثه المسند وغيره أكثر من ألفين.