قال الجياني: وزعم القابسي أن ابن كثير هذا هو القارئ قال: وقوله هذا غير صحيح وإن كرهوا هو عبد اللَّه بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة السهمي وليس له في الجامع إلا هذا الحديث الواحد.
وذكر له مسلم حديثًا آخر في (كتاب الجنائز) رواه عنه ابن جريج.
وقال ابن أبي مريم: سمعت يحيى يقول: عبد اللَّه بن كثير الداري القارئ ثقة.
وقال أبو عبيد ابن سلام: من قراء مكة: ابن كثير، وحميد بن قيس، وابن محيصن، وكان ابن كثير أقدم الثلاثة، وإليه صارت قراءة أهل مكة أو أكثرهم وبه اقتدوا. وقال ابن مجاهد: كان ابن كثير الإمام الذي انتهت إليه القراءة بمكة، وكان مقدمًا في عصره، وكان إمامًا في القراءة، لا يتقدمه أحد من نظرائه، وهو من الطبقة الثالثة من التابعين.
وقال جرير بن حازم: كان فصيحًا.
وقال أبو عمرو: كان عالمًا بالعربية.
وقال أبو جعفر الطبري كلامًا ينظر فيه وهو: توفي سنة خمس وسبعين في أيام عبد الملك بن مروان، قال الرازي: وكان شيخًا أبيض الرأس واللحية، طويلا جسيمًا أسمر، أشهل العينين، يغير شيبه بالحناء، وكان واعظًا عطارًا، ومولده سنة خمس وأربعين أيام معاوية بن أبي سفيان بمكة.
وزعم أبو جعفر ابن البادش أن قول من قال: توفي سنة عشرين كالإجماع من القراء، ولا يصح عندي؛ لأن عبد اللَّه بن إدريس الأودي قرأ عليه، وكان مولده سنة خمس عشرة ومائة فلا يمكن قراءته عليه وله دون خمس سنين، وإنما الذي مات في سنة عشرين ومائة عبد اللَّه بن كثير القرشي وهو آخر غير القارئ، وأصل الغلط في هذا من ابن مجاهد.
وذكر أن بعضهم قال: إنه توفي سنة اثنتين وعشرين ومائة، واللَّه أعلم قال: ونسبته إلى دارين هو الصحيح؛ لأنه كان عطارًا.
وقال الجياني: وهم ابن مجاهد في قوله: ثنا بشر بن موسى، عن الحميدي، عن سفيان، قال: حدثنا قاسم الرحال في جنازة عبد اللَّه بن كثير سنة عشرين ومائة، وذلك أن البخاري ذكر هذا في "تاريخه" عن الحميدي في ترجمة عبد اللَّه بن كثير بن المطلب القرشي، والمقرئ من الأبناء مولى عمرو بن علقمة الكناني.
وقول البخاري: إن ابن أبي وداعة من بني عبد الدار، ليس بصحيح، إنما هو سهمي، كذا يقوله النسابون والمحدثون.