فانتمى إلى ابن أبي قحافة، فقال: أنا ابن أبي عتيق، فغلب ذلك على اسم أبيه، انتهى.
الذي رأيت في "أنساب البلاذري": وعبد اللَّه بن محمد بن عبد الرحمن، الذي يقال له: ابن أبي عتيق، رمى بسهم في نصال، فقال: أصبت وأنا ابن أبي عتيق، يعني: أبا قحافة، ويقال: إن محمد بن عبد الرحمن كان يكنى أبا عتيق.
وقال أبو اليقظان: تناصل عدة من ولد أبي بكر، فقال أحدهم: أنا ابن أبي بكر الصديق، وقال الآخر: أنا ابن صاحب الغار، قال محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر: أنا ابن أبي عتيق، وكان عبد اللَّه بن محمد ظريفًا كثير الملح.
وقال ابن خيثمة: كان امرءًا صالحًا وفيه دعابة، وقال علي بن المديني: كان عبد اللَّه قاصًّا.
وذكر الزبير: أن عبد اللَّه بن عروة قال: اشتقت إلى ابن أبي عتيق، فأرسلت إليه: إني أحب أن تزورني، فقال للرسول: موعده الحوض، فقال عبد اللَّه بن عروة: أي حوض؟ ارجع إليه فقال: يقول: لك حوض القيامة، فضحك عبد اللَّه، وقال: قل له: أتعدنا حوضًا لا ترده.
وقال إبراهيم بن أبي يحيى: كنا نقرأ على ابن أبي عتيق فربما غمض عينيه فنسكت، فيقول: ما لكم اقرأوا، فنقول ظنناك نمت، فيقول: لا، ولكن مر رجل ثقيل فغمضت عيني.
وذكر الأصبهاني في "تاريخه": أن ابن أبي عتيق سمع عمر بن أبي ربيعة ينشد:
فمن كان محزونًا بإهراق عبرة ... وهي عزمها فليأتنا نبكها غدا
فجاء إليه ابن أبي عتيق، وقال: جئتك لموعدك ولا أبرح أو تبكي وأبكي معك، وسمع يومًا عمر ينشد:
أحن إذا رأيت جمال سعدى ... وأبكي إن سمعت لها حنينا
وقد أزف المسير فقل لسعدي ... فديتك خبري ما تأمرينا
قال: فخرج ابن أبي عتيق حتى أتى الجباب من أرض غطفان، فأتى أرض سعدي فاستأذن عليها وأنشدها البيتين، ثم قال لها: ما تأمرين؟ قالت: آمره بتقوى اللَّه تعالى، وسمعه مرة أخرى ينشد قوله:
من يرسو لي إلى الثريا فإني ... ضقت ذرعًا بهجرها والكتاب
فتحمل من ساعته حتى أتاها وهي بمكة فبلغها قوله هذا.