يحيى، ولابن أبي كريمة كتاب في الزهد فيه رجال ما ينبغي أن يكون سمع منهم، مثل: موسى بن عبيدة الربذي، ويزيد بن أبي حبيب، ومحمد بن زيد، وغيرهم.
ويقال: إن "كتاب الزهد" إنما رواه كله عن ميسرة بن عبد ربه البصري وغيرهم. وقد سمع ابن أبي كريمة من سفيان بن سعيد الثوري، وكان ابن أبي كريمة يروي حديثًا كثيرًا، ومات سنة عشر ومائتين، وقد جاوز التسعين.
وقرأت في كتاب أن ابن أبي كريمة: توفي سنة تسعين ومائة. وهو عندي تخليط.
وذكر أبو بكر عبد اللَّه بن محمد المالكي في كتابه "تاريخ إفريقية": أنه سمع منه خلق من الناس، وله مناقب جليلة، وكان يحيى الليل فإذا أسحر نادى بصوت له محزون: إليك قطع العابدون دجى الليل، يستبقون إلى رحمتك، وفضل مغفرتك، فبك إلهي لا بغيرك أسألك أن ترفعني إليك في درجة المقربين، وتجعلني في زمرة السابقين، فلا يزال كذلك حتى ينادى بالفجر.
وعن عيسى بن مسكين، قال: خرج ابن أبي كريمة يومًا، وهو يحمل في محفة، وهو كبير قد خرف، فمر على مجلسه الذي كان يجلس فيه مع أصحابه للعلم، فوقف عليه وأنشد يقول:
لقد ذهب الحماة وأسلموني ... كفا حزنًا لفرقتي الكماة
هم كانوا الثقات لكل أمر ... وهم زين المجالس في الحياة
تولوا للقبور وخلفوني ... فوا حزنا على فقد الحماة
وعن أبي زكريا يحيى بن عون قال: سمعت يحيى بن سليمان المقرئ يقول: قلت لابن أبي كريمة: ما لي أراك لا تخرج إلى المسجد لصلاة الجماعة، وقد عرفت فضلها؟ فقال: رأيت قلوبًا لاهية، ومجالسًا ساهية، وألسنة لاغية، فخفت عليهم الداهية، فانصرفت عنهم في عافية.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب "الثقات"، قال: مات سنة عشر ومائتين، وقد جاوز التسعين، روى عنه موسى بن معاوية الصمادحي.
وفي كتاب "التعريف بصحيح التاريخ" لأبي جعفر أحمد بن أبي خالد المغربي: توفي هذه السنة، يعني: سنة عشر ومائتين، مات أبو يزيد عبد الملك ابن أبي كريمة التونسي، وكان ثقة، يقال: إنه مستجاب الدعوة.
وفي "تاريخ ابن يونس" -في غير نسخة جيدة إحداهما أصل سماعنا-: قدم