فكل راوٍ ترجم له المزي في كتابه "تهذيب الكمال"، وضع أمامه علامة من أخرج له من الأئمة الستة، ثم أعاد بذكر أحد هذه العلامات أو بعضها، في صلب ترجمة الراوي عند ذكر شيوخه وتلاميذه؛ ليعرف الناظر إليها في أيّ كتاب من تلك الكتب وقعت روايته عن ذلك الراوي المترجم له.
هذا وممَّا ينبغي التنبيه له أن الإمام المزي رحمه اللَّه تعالى، لم يقف على كل مصنفات الأئمة الستة، بل فاته جملة من بعض مصنفاتهم، ككتب:"الزهد"، و"دلائل النبوة"، و"الدعاء"، و"ابتداء الوحي"، و"أخبار الخوارج"، كلهم من تصنيف الإمام أبي داود. نصَّ على ذلك الحافظ ابن حجر في مقدمة كتابه "التهذيب"(١/ ٦).
وأيضًا توجد لهؤلاء الأئمة مصنفات أخرى لم يوردهم الإمام المزي في كتابه "تهذيب الكمال"، بالرغم من وقوفه عليهم، وذلك للأسباب الآتية:
١ - لكونها ليس من غرض الكتاب.
٢ - أو لكونه ليس فيه إسناد.
ومن هذه الكتب:"التاريخ الكبير"، و"الأوسط"، و"الصغير"، كلهم للإمام البخاري، وكذلك كتابي "الضعفاء" له. وكتب:"الكنى"، و"التمييز"، و"الوحدان"، و"الإخوة"، كلهم لمسلم. وكتب:"الإخوة"، و"معرفة الأوقات" لأبي داود. وغير ذلك الكثير ممَّن نصَّ عليهم الإمام المزي في مقدمة كتابه "التهذيب"(١/ ١٥١).
وأصبح كتاب الإمام المزي رحمه اللَّه تعالى، بما ذكرنا من بعض مميزاته، أعظم كتاب في موضوعه غير مدافع، وحاز على إعجاب ومدح مَن جاء من بعده من الأئمة، ونذكر من هؤلاء على سبيل المثال:
١ - العلامة صلاح الدين الصفدي، حيث قال في كتابه "أعيان العصر": وصنف كتاب "تهذيب الكمال" في أربعة عشر مجلدًا، كشف به الكتب المتقدمة في هذا الشأن، وسارت به الركبان، واشتهر في حياته.
٢ - تاج الدين السبكي، حيث قال في كتابه "طبقات الشافعية": وصنف "تهذيب