لعمر بن الخطاب الموصل، وفي بعض الرواية أنه فتحها على ما ذكروا، واتخذ عتبة بالموصل دارًا ومسجدًا. وداره فيما ذكر لي هي الدار المعروفة بدار بني سلس الصيرفي مولى المهالبة، وبالموصل جماعة يذكرون أنهم من ولده، وآخرون يذكرون أنهم من مواليه، وشهد عتبة مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم خيبر وقسم له منها، فجعل عتبة سهمه منها لبني عمه عامًا ولأخواله عامًا.
وعن عبد اللَّه بن الربيعة قال: قال عتبة لعبد اللَّه بن الربيعة: يا عبد اللَّه؛ ألا تعينني على ابن أخيك على ما أنا فيه من عملي، فقال له عبد اللَّه: يا عمرو بن عتبة؛ أطع أباك. قال: فنظر إلى معضد وهو جالس معهم، قال: فقال معضد: لا تطعهم واسجد واقترب. فقال عمرو: يا أبه؛ إنما أنا عبد أفعل في نكال رقبتي.
قال: فبكى عتبة، ثم قال: يا بني؛ إني لأحبك حبين: حبًا للَّه، وحب الوالد لولده، فقال عمرو: يا أبه؛ إنك كنت أتيتني مالا بلغ سبعين ألفًا، فإن كنت سائلي عنه فهو ذا وإلا فدعني فأمضيه، فما بقي منه درهم.
وعن ابن سيرين أن عتبة عرض على ابنه عمرو التزويج فأبى، فشكاه إلى عثمان. فلم يفعل.
وعن يزيد بن رومان قال: كتب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لعتبة بن فرقد: "هذا ما أعطى محمد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عُتْبَة بن فرقد، أعطى له موضع دار بمكة بينها مما يلي المروة لا يحاقه فيها أحد، فمن حاقه فلا حق له، وحقه حق، وكتب معاوية".
وعن حاتم بن مسلم: أن عمر بن الخطاب وجه عياض بن غنم فافتتح الموصل، وخلف عتبة بن فرقد على أحد الحصنين، وافتتح الأرض كلها عنوة غير الحصن صالحه أهله، وذلك سنة ثماني عشرة.
وعن سيف بن محمد، عن محمد، وطلحة، والمهلب قالوا: كان على حرب الموصل سنة سبع عشرة ربعي بن الأنكل، وعلى الخراج عرفجة، وفي قول آخرين: عتبة بن فرقد على الحرب والخراج، وكان قبل ذلك كله إلى عبد اللَّه بن المعتمر.
وزعم ابن منده أنه سُلمي من بني مازن. وفي ذلك نظر؛ لأن مازنًا أخو سليم، فلا يجتمعان إلا بوجه تجوّز.
وقال ابن دُرَيد في "الاشتقاق الكبير"، وذكره: ومن رجلهم: عتبة.