كان زمن عمر وخط البصرة، أراد أن يستعمل عليها رجلا له عقل وقوام وكفاية، فقيل له: عليك بعثمان بن أبي العاص، فقال: ذاك أمير أمَّره رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فما كنت لأنزعه، فقالوا له: اكتب إليه يستخلف على الطائف، ويقبل إليك، قال: أما هذا فنعم، وكتب إليه بذلك، فاستخلف أخاه الحكم على الطائف، وأقبل إلى عمر فوجهه إلى البصرة فابتنى بها دارًا واستخرج منها شط عثمان، الذي ينسب إليه بحذاء الأبلة وأرضها، وبقي ولده بها إلى اليوم، وشرفوا وكثرت غلاتهم وأموالهم ولهم عدد كثير وبقية حسنة.
وفي "كتاب المرزباني": كان يقال له: فارس السرح، وكان قد شد على عمرو بن معدي كرب في الجاهلية، فهرب عمرو، فقال عثمان:
لعمرك لولا الليل قامت مآتم ... حواسر يخمشن الوجوه على عمرو
وأفلتنا فوت الأسنة بعد ما ... رأى الموت والخطى أقرب من شبر
وقال أبو نعيم الحافظ: وفد على النبي صلى اللَّه عليه وسلم وهو ابن سبع وعشرين سنة في أناس من ثقيف، فسأله مصحفًا فأعطاه، وشكا وسواسًا يعرض له في صلاته، فضرب صدره وتفل في فيه فلم يحس به بعد، وكان ذا مال، كثير الصدقة والصلة، يختار العزلة والخلوة، وإليه ينسب سوق عثمان بالبصرة وله بالبصرة غير دار.
وفي كتاب العسكري: لم يزل على الطائف إلى أن استعفى عمر فأعفاه ثم استعمله على عمان ومات سنة خمسين أو نحوها زمن معاوية.
وعن ابن شهاب: أقبل وفد ثقيف بضعة عشر رجلا من أشراف ثقيف، منهم: عثمان وهو أصغر القوم فسأل النبي صلى اللَّه عليه وسلم عن الدين، واستقرأه القرآن؛ حتى فقه وعلم، فأعجب صلى اللَّه عليه وسلم بعثمان وأحبه، وذلك قبل تبوك.
وقال ابن إسحاق: سنة ثمان من الهجرة.
وقال أبو عمر: أقام بالطائف سنين من خلافة عمر ثم عزله وولاه عمر بن الخطاب سنة خمس عشرة على عمان والبحرين، فسار إلى عمان ووجه أخاه الحكم إلى البحرين، فسار هو إلى توَّجَ فافتتحها ومصرها، وقتل ملكها شهرك، وذلك سنة إحدى وعشرين.
وأمده بأبي موسى الأشعري، فكان عثمان يغزو سنوات في خلافة عمر وعثمان، يغزو صيفًا ثم يرجع فيشتوا بتوج.