وفي "الطبقات": أسلم قديمًا قبل دخول رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم دار الأرقم، فلما أسلم أخذه عمه الحكم بن أبي العاص فأوثقه رباطًا، فلما رأى صلابته على دينه تركه، وآخى النبي صلى اللَّه عليه وسلم بينه وبين عبد الرحمن بن عوف، وقيل: بينه وبين أوس بن ثابت، ويقال: بين أبي عبادة سعد بن عثمان الزرقي، واستخلفه صلى اللَّه عليه وسلم على المدينة، حين خرج إلى غزوة ذات الرقاع، واستخلفه عليها أيضًا لما خرج إلى غطفان بذي أمر، وكان رجلا ليس بالطويل ولا بالقصير، حسن الوجه، رقيق البشرة، كبير اللحية عظيمها، أسمر اللون، عظيم الكراديس، بعيد ما بين المنكبين، كثير شعر الرأس يصفر لحيته، وكان يتوضأ لكل صلاة لسلس أصابه، وكان أبيض الرأس واللحية.
وقال ابن سيرين: كان أعلمهم بالمناسك، وكان تاجرًا في الجاهلية والإسلام، وكان يدفع ماله قراضًا.
وعن عطاء بن أبي رباح: أن عثمان صلى بالناس ثم قام خلف المقام، فجمع كتاب اللَّه تعالى في ركعة، فكانت وتره.
وعن مالك بن أبي عامر قال: كان الناس يتوقون أن يدفنوا موتاهم في حش كوكب، فكان عثمان يقول: يوشك أن يهلك رجل صالح فيدفن هناك، فيتأسى الناس به، فكان عثمان أول من دفن فيه.
وعن البهي: أن عثمان صلى عليه ستة عشر رجلا بِجُبير سبعة عشر.
ولما قُتِلَ، قال ثمامة بن عدي القرشي -وله صحبة-: هذا حين أنزعت خلافة النبوة من أمة محمد صلى اللَّه عليه وسلم وصار ملكًا، من غلب على شيء أكله.
وقال أبو حميد الساعدي لَمَّا قُتِلَ: اللهم لك عليَّ ألا أضحك حتى ألقاك. ولما بلغ قتله أبا هريرة انتحب بكاءً، وكذلك زيد بن ثابت.