وأما التصحيف، فإن أبا حاتم حدثني، عن الأصمعي، عن يونس قال: ما جاءنا عن أحد من روائع الكلام ما جاءنا عن البتي المحدث.
وفي كتاب "الأوراق" لابن الجراح: لحق غلة أهل البت آفة في أيام محمد بن عبد الملك بن جراد، وكان على البصرة، وعطش فتظلم إليه جماعة منهم، فوجه بعض أصحابه ناظرًا في أمرهم، وكان في بصره ضَعْف، فكتب إليه محمد بن علي البتي الشاعر:
أتيت أمرا يا أبا جعفر ... لم يأته بر ولا فاجر
أغثت أهل البت إذا هلكوا ... بناظر ليس له ناظر
وزعم ياقوت: أن البت قرية قرب باذان، والبت أيضًا من قرى نوهرز قرب بغداد.
وفي "تاريخ ابن أبي خيثمة": كان له ابن يُسمى عمرًا، أنبا المدائني قال: دخل عمرو بن عبيد على البتي، وحميد الطويل عند رأسه ومعه خرقة يمسح بها ما سال من فيه، فجلس عمرو وبكى حتى سالت دموعه على خده، ثم قال: رحمك اللَّه، أما إن كنا لنأنس بك من الوحشة.
سمعت يحيى بن معين يقول: مات البتي سنة ثلاث وأربعين ومائة.
وقال الحاكم: عثمان بن سليمان بن جُرموز، ويقال: ابن سليمان بن هرمز الثقفي الليثي البصري البتي.
وزعم أبو محمد الرشاطي: أن جرموزًا تصحفت من هرمزًا والعكس، وما ذكره المزي عن معاوية من غير متعقب: ضعيف، وذلك النسائي فإنه لما ذكره في كتاب "الكُنى" قال: عثمان بن سليمان البتي ثقة. أنبا معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين: عثمان ضعيف، هذا عندي خطأ، ولعله أراد البري.
وسماه الدولابي ويعقوب بن سفيان الفسوي: عثمان بن سليمان، فينظر في اسم أبيه مسلم وجده جرموز الذي اختاره المزي من هو سلفه فيه، واللَّه تعالى أعلم.
فإني لم أر من سمى أباه مسلمًا إلا ما حكى عن الدارقطني وسمى جده هرمزًا، فان كان هو سلف المزي، فكان ينبغي أن يذكر هرمزًا وإن كان غيره، فاللَّه أعلم من هو، وأجدر به أن يكون غيره.
وفي كتاب "البقايا" لأبي هلال العسكري: قال البتي للحسن بن أبي الحسن: ما تقول في رجل رَعُف في صلاته؟ قال: ما رَعُف؟ ويحك لعلك تريد رَعَف، فنظر البتي