للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال البخاري: مات بالعسكر.

وفي "تاريخ القراب": مات سنة أربع وثلاثين، وأبو بكر بن أبي شيبة بعده بأربعين يوما.

وفي "تاريخ المنتجيلي": قال جعفر بن بسام: أردت أن أخرج إلى البصرة، فلقيت يحيى بن معين، فقلت له: يا أبا زكريا؛ عمن أكتب؟ قال: سم، فسميت له رجالا حتى ذكرت ابن المديني، قال: وأبو خيثمة بناحية منا، فقال: لا ولا كرامة، لا تكتب عنه، فتركه يحيى حتى سكت، ثم قال: إن حدثك فاكتب عنه، فإنه صدوق.


= واللغات ١/ ٣٥٠، ٣٥١، تهذيب الكمال، ٢٠/ ٥٠٥، تذكرة الحفاظ ٢/ ٤٢٨، ٤٢٩، العبر ١/ ٤١٨، ميزان الاعتدال ٣/ ١٣٨، ١٤١، تذهيب التهذيب ٣/ ٦٧، ٦٩، طبقات الشافعية للسبكي ٢/ ١٤٥، ١٥٠، البداية والنهاية ١٠/ ٣١٢، تهذيب التهذيب ٧/ ٣٠٣، ٣٥٧، النجوم الزاهرة ٢/ ٢٧٦، ٢٧٧، طبقات الحفاظ: ١٨٤، خلاصة تذهيب الكمال: ٢٧٥، شذرات الذهب ٢/ ٨١.
ولقد شدد الذهبي المؤلف، رحمه اللَّه، النكير على العقيلي لايراده علي بن المديني في كتابه "الضعفاء"، فقال: وقد بدت منه هفوة ثم تاب منها، وهذا أبو عبد اللَّه البخاري -وناهيك به- قد شحن صحيحه بحديث علي بن المديني. ولو تركت حديث علي، وصاحبه محمد، وشيخه عبد الرزاق، وعثمان بن أبي شيبة. . . لغلقنا الباب، وانقطع الخطاب، ولماتت الآثار، واستولت الزنادقة، ولخرج الدجال. أفما لك عقل يا عقيلي؟ ! أتدري فيمن تتكلم؟ وإنما تبعناك في ذكر هذا النمط لنذب عنهم، ولنزيف ما قيل فيهم. كأنك لا تدري أن كل واحد من هؤلاء أوثق منك بطبقات، بل وأوثق من ثقات كثيرين لم توردهم في كتابك، فهذا مما لا يرتاب فيه محدث. وأنا أشتهي أن تعرفني من هو الثقة الثبت الذي ما غلط ولا انفرد بما لا يتابع عليه، بل الثقة الحافظ إذا انفرد بأحاديث، كان أرفع له، وأكمل لرتبته، وأدل على اعتنائه بعلم الأثر، وضبطه دون أقرانه لأشياء ما عرفوها، اللهم إلا أن يتبين غلطه ووهمه في الشيء، فيعرف ذلك. فانظر أول شيء إلى أصحاب رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه، وسلم، الكبار والصغار، ما فيهم أحد إلا وقد انفرد بسنة، فيقال له: هذا الحديث لا يتابع عليه! وكذلك التابعون، كل واحد عنده ما ليس عند الآخر من العلم، وما الغرض هذا، فإن هذا مقرر على ما ينبغي في علم الحديث. وإن تفرد الثقة المتقن، يعد صحيحا غريبا. وإن تفرد الصدوق ومن دونه، يعد منكرا. وإن إكثار الراوي من الأحاديث التي لا يوافق عليها لفظا أو إسنادا يصيره متروك الحديث، ثم ما كل أحد فيه بدعة أو له هفوة أو ذنوب يقدح فيه بما يوهن حديثه، ولا من شرط الثقة أن يكون معصوما من الخطايا والخطأ، ولكن فائدة ذكرنا كثيرا من الثقات الذين فيهم أدنى بدعة، أو لهم أوهام يسيرة في سعة علمهم أن يعرف أن غيرهم أرجح منهم وأوثق إذا عارضهم أو خالفهم، فزن الأشياء بالعدل والورع.
وأما علي بن المديني، فإليه المنتهى في معرفة علل الحديث النبوي، مع كمال المعرفة بنقد الرجال، وسعة الحفظ، والتبحر في هذا الشأن، بل لعله فرد زمانه في معناه. انظر ميزان الاعتدال: "ميزانه" ٣/ ١٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>