معاوية؛ فبايعو إلا علي بن حسين، وعلي بن عبد اللَّه بن عباس، فأما ابن الحسين فأعفوه، وأما ابن عباس فمنعه الحصين بن نمير السكوني، وكانت أم علي كندية، فلما قربه مسرف ليبايع على أنه عبد ليزيد، قال الحصين: لا يبايع ابن أختنا علي، إلا على ما بايع عليه علي بن الحسين، فقال مسرف: أخلعت يدًا من طاعة، فقال الحصين: أما في علي فنعم، فقال علي بن عبد اللَّه:
أبي العباس قرم بن قصي ... وأخوالي الكرام بنو وليعه
هم ملكوا بني أسد وأودًا ... وقيسا والعمائر من ربيعه
هم منعوا ذماري يوم جاءت ... كتائب مسرف وبنو اللكيعه
أراد بي التي لا عز فيها ... فحالت دونه أيد رفيعه
وكندة معدن للملك قدمًا ... يزين فعالهم عظم الدسيعه
وضبط المهندس عن المزي: حجر الفرد هكذا بفاء وراء ساكنة، وهو وهم لاشك فيه.
قال الكلبي في "الجمهرة" و"الجامع لأنساب العرب": سمي حجر القرد لجوده، يقال: جواد قرد في لغة أهل اليمن. قال ابن حبيب: شبهوه بالسحاب القرد وهو المتراكم، ورأيت بخط أبي محمد الرشاطي: في كندة القَرِد بفتح القاف وكسر الراء، وهو حجر بن الحارث الولادة.
وذكر الترمذي في كتاب "ما اتفق لفظه واختلف معناه": القرد قرد البعير من القردان، يقال: قَرِد قَرَدا، والقرد من الصرف: الردى المنقطع منه، واحدته قردة، والقرد من السحاب: الغيم الصغار المتلبد بعضه على بعض، وقرد شعره قردا إذا تلبد.
وفي "أمالي الهجري" عن الأنعمي: القرد كالوعل.
وقال أبو حنيفة الدينوري: إذا رأيت السحاب متلبدًا ولم يتلاش فهو القرد.
وفي "تاريخ المنتجيلي": تابعي ثقة.
وقال إسحاق بن عيسى، عن أبيه قال: كنا نطوف حول أبينا علي بن عبد اللَّه ونحن عشرة بنوه وقد فرعنا طولا. قال: فرآنا شيخ قد أدرك الجاهلية، فقال: من هذا الرجل؟ قالوا: علي بن عبد اللَّه بن عباس، فقال: لا إله إلا اللَّه كيف ينقص الناس، لقد رأيت جد هذا العباس بن عبد المطلب وإنه لمثل القبة البيضاء، ولقد رأيت جده عبد المطلب وإنه لمثل الفسطاط الأبيض.