قال البلاذري في كتاب "الأنساب": عثمان بن عمر بن موسى بن عبيد اللَّه ولاه أبو جعفر المنصور قضاء عسكره، وولى الرشيد عمر بن عثمان هذا قضاء البصرة.
وفي "كتاب الزبير بن أبي بكر": وعمر بن عثمان بن موسى كان مِنْ وجوه قريش وبلغائها، وفُصحائها، وعُلمائها، وأهل الحكم، منها وَلاه الرشيد قضاء البصرة فخرج حاجًا، ثم لم يرجع إلى القضاء وأقام بالمدينة فأَعْفَاه أمير المؤمنين من القضاء وتركه بالمدينة مُقيمًا فلم يزل بها؛ حَتَّى مات، قال: وحدَّثني بعض أهل البصرة قال: كان عمر بن عثمان يسترسل معهم، ولا يتكبَّر عليهم؛ فقال له بعض من ينتصح له: إن القاضي يَنْبَغِي له أن يمسك نفسه ويتكبَّر على أهل عمله؛ فقال له عمر بن عثمان: إنكم إذا وليتم القضاء وضعتموه هاهنا وأشار إلى رأسه، ونحن إذا وليناه وضعناه هاهنا وأشار تحت قدمه، قال: وخاصم بعض القرشيين عمر بن عثمان بالمدينة عند بعض ولد محمد بن إبراهيم، وهو خليفة أبيه بالمدينة فأسرع إليه القرشي، فقال له عمر: على رَسلك، مالك سريع الإيقاد، وشيك الضرمة، وإني واللَّه مكافئك دون أن تبلغ غاية التعدي وأبلغ غاية الإعذار. قال: وأم عمر بن عثمان: أم رومان بنت طلحة بن عبيد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي اللَّه عنه.
وفي "أخبار البصرة" لعمر بن شبة ما يُخالف قول هذين الإمامين وهو: ولى المهدي أمير المؤمنين عمر بن عثمان التيمي من أهل المدينة قضاء البصرة فحدَّثني هارون بن عبد اللَّه الزهري قال: قال أبو حفص التيمي لعمر بن عثمان بن موسى لما ولاه المهدي القضاء بالبصرة:
يا أبا حفص أخا النمر ... ابن عثمان الظلوم
فلقد أحيا بك ... اللَّه لنا قاضي سدوم
أنت للبصرة تحصل ... مع بقار ورسوم
كنت أحرى أن تحكم ... في مال اليتيم
قال: وبقار ورسوم مقامران من أهل المدينة.
وقال عمرو بن الحارث لعمر بن عثمان: لو أمسكت شيئًا، فإن القضاة تمسك كان سوَّار لا يكني أحدًا، فقال: أتدرون ما قال الغاضري؟
قال: لو كان العبوس من الدين؛ لأحببت أن تباع الخل بين عيني، قال: وقال عمر بن عثمان: كان الخصمان يجلسان إليَّ بالبصرة فيقول أحدهما: إن اللَّه تعالى خلق