وفي "العلل الكبرى" لعلي بن المديني: قال شُعبة: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاق يُحَدِّثُ حَدِيثَ الْحَارِثِ بْنِ الأزْمَعِ: أَنَّ قَتِيلا وُجِدَ بَينَ وَادِعَةَ وَخَيْوَانَ، فرفع إلى علي رضي اللَّه عنه؛ فقال: يا أبا إسحاق؛ سمعته من الحارث؟ قال: حدَّثني مجالد، عن الشعبي عنه.
وقال أيضًا: كان أبو إسحاق يخبرني عن الرجل فأقول: هذا أكبر منك؟ فإن قال: نعم، علمت أنه قد لقي عبد اللَّه، وإن قال: أنا أكبر منه تركته.
وفي كتاب "المدلسين" للكرابيسيّ: وثنا شبابة، ثنا قيس بن الربيع، أنبا أبو إسحاق قال: لقيت قثم بن العباس، فقلت: أخبرني لِمَ ورث رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم علي بن أبي طالب دون العَبَّاس؟
قال: لأنه كان أولانا به لحوقًا وألصقنا به لصوقًا، قال الكرابيسي: هذا خبر كذب لا شك فيه من غير وجه، فمن ذلك: أن فرض اللَّه تعالى لا اختلاف فيه عند أحد من العلماء أن ابن العم يرث دون العم إلا ما قالت الرافضة.
ووجه آخر: أن قثم بن العباس استشهد زمن عمر أو عثمان في بعض المغازي، فكيف لقيه أبو إسحاق؟ !
وفي "تهذيب الآثار" للطبري: وأبو إسحاق عندهم من المدلسين. وقال ابن الأثير: مات عن مائة سنة، وصَلَّى عليه الصقر بن عبد اللَّه عامل ابن هبيرة.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: أبو إسحاق قد رأى حجر بن عدي ولا أعلمه سمع منه. وأنبا عبد اللَّه بن أحمد فيما كتب إلي: سمعت أبي يقول: سراقة بن مالك لم يسمع منه أبو إسحاق السبيعي.
وفي قول المزي: واسم أبي شعيرة ذو يُحمد الهمداني السبيعي، والسبيع: هو ابن صعب. نظر؛ وذلك كأنه لم يدر أن ذا يحمد هو ابن السبيع لصلبة؛ إذ لو عرفه لما قال: ما ذكرناه عنه. وأيضًا السبيع هو ابن سبع بن صعب لا ابن صعب نفسه كما بيناه. ولعله سقط من الكاتب، على أنه المهندس بقراءته على الشيخ وضبطه. واللَّه أعلم.
قال الكلبي: أبو إسحاق الفقيه عمرو بن عبد اللَّه بن علي بن أحمد بن ذي يحمد بن السبيع. زاد أحمد بين علي وذي يحمد، وهو ساقط من "كتاب المزي" ولا بُدَّ منه. ولما ذكره عمران بن محمد بن عمران في الطبقة الثالثة من أهل الكوفة نسبه كذلك.
وقال أبو عمر الداني: أخذ القراءة عرضًا عن أصحاب علي، وعبد اللَّه، وعاصم بن