خَلا واحدة، قال: ما هي؟ قال: دخلت في السن وحاجتي في النساء الولد، وأحسبها حديثة لا ولد فيها اليوم، قال: فكأنه استوحى منها ضحكًا. فلما خرج سعيد قال لها عثمان: ما أضحكك؟ قالت: سمعت قولك في الولد، وإِنِّي لمن نسوة متى دخلت مِنْهُن امرأة على سيد قَطُّ فرأت حمرًا؛ حتى تلد سيد مَنْ هو منه.
قال: فما رأت حمرًا؛ حَتَّى ولدت عمرو بن عثمان، وأوصى عثمان إلى الزبير؛ حَتَّى يكبر عمرو ابنه وزوجه معاوية -وهو خليفة- رملة ابنته فولدت له عثمان الأصغر وخالدًا ابني عمرو ابن عثمان.
قال: وحدَّثني عمي مصعب، عن عبيد اللَّه بن محمد بن يحيى بن عروة بن الزبير أو غير عبيد اللَّه، وحدَّثنيه محمد بن الضحاك، عن أبيه: أَنَّ عمرو بن عثمان اشتكى، فكان العواد يدخلون عليه ويخرجون، ويتخلف مروان بن الحكم فيطيل، فأنكرت رملة ابنة معاوية ذلك، فخرقت كوة واستمعت على مروان، فإذا هو يقول لعمرو: ما أخذ هؤلاء الخلافة إلا باسم أبيك، فما يمنعك أن تنهض بحقك؟ فلنحن أكثر مِنْهُم رجالا، مِنَّا فلان ومنهم فلان؛ حتى عَدَّد رجالا، ثُمَّ قال: ومِنَّا فلان وهو فضل، وفلان وهو فضل حَتَّى عدَّد فضول رجال بني أبي العاصي على بني حرب، فلما برأ عمرو تجهز للحج وتجهزت رملة في جهازه، فلما خرج إلى الحجِّ خرجت رملة؛ حَتَّى قدمت على أبيها الشام.
قال محمد بن الضحاك: فقال لها معاوية: واسوأتاه! وما للحرة تطلق، أطلقك عمرو؟ قال عمرو بن الضحاك: فأخبرته الخبر وقالت: فما زال يعدد فضل رجال بني أبي العاصي على بني حرب؛ حتى ابني عثمان وخالدًا ابني عمرو.
قالت: فتمنيت أنهما ماتا، فكتب معاوية إلى مروان:[الطويل]
أَوَاضِعُ رِجْلٍ فَوْقَ أخْرَى تعدنا ... عَديدَ الحَصَى ما إنْ يزال تُكَاثِرُ
قال الزبير: وقد روى عن عمرو بن عثمان. ولما ذكره ابن حبان في كتاب "الثقات" قال: وأم عمرو، وأبان، وخالد، وعمر أسماء بنت عمرو بن حممة الدوسية، وقد قيل: إن أم عمرو بن عثمان أم النجوم بنت جندب بن عمرو.
وفي "كتاب ابن أبي حاتم" عن أحمد بن حنبل ويحيى بن سعيد القَطَّان: عمرو بن عثمان أحبُّ إليَّ من طلحة بن يحيى.