وقال البخاري: ثنا ابن أبي الوزير عن مالك أنه ذكر ابن عجلان فذكر خيرًا. وقال يحيى بن القَطَّان: لا أعلم إِلا أني سمعت ابن عجلان يقول: كان سعيد المقبري يُحدث عن أبيه، عن أبي هريرة، وعن رجل عن أبي هريرة فاختلطت عليَّ فجعلتها عن أبي هريرة.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب "الثقات" قال: قد سمع سعيد المقبري من أبي هريرة وسمع من أبيه، عن أبي هريرة فلما اختلط على ابن عجلان صحيفته، ولم يميز بينهما اختلط فيها وجعلها كلها عن أبي هريرة، وليس هذا يوهن الإنسان به؛ لأن الصحيفة كلها في نفسها صحيحة، فربما قال ابن عجلان: عن سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة فذاك مِمَّا حُمل عنه قديمًا قبل اختلاط صحيفته عليه، وما قال: عن سعيد عن أبي هريرة؛ فبعضها متصل صحيح وبعضها مُنقطع؛ لأنه أسقط أباه مِنْهَا فلا يجب الاحتجاج عند الاحتياط إِلا بما يروي عنه الثقات المتقنون عن سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، وإِنَّما كان يوهن أمره ويضعف لو قال في الكل: سعيد عن أبي هريرة فإنه لو قال ذلك لكان كاذبًا في البعض؛ لأن الكل لم يسمعه سعيد من أبي هريرة فلو قال ذلك لكان الاحتجاج به ساقطًا على حسب ما ذكرناه، وتُوفي سنة ثمان وأربعين ومائة.
رأيت في بعض التواريخ ولا أذكر الآن اسم مؤلفه: أن أمه ماتت وهو يضطرب في بطنها فشق بطنها وأخرج حيًّا وقد طلعت أسنانه.
وقال ابن سعد في الطبقة الخامسة من أهل المدينة: كان عابدًا ناسكًا فقيهًا، وكانت له حلقة في المسجد، وكان يُفتي وكان داود بن قيس الفراء يجلس إليه، وعن محمد بن عمر: لما أمر جعفر بقطع يده بعد أن بكَّته وكلَّمه كلامًا شديدًا، وأمر بقطع يده ومحمد ساكت لم يتكلم إِلا أنه يُحرك شفتيه بشيء ما يدرى ما هو، يظن أنه يدعو فقام من حضر من فقهاء أهل المدينة وأشرافهم؛ فقالوا: أصلح اللَّه الأمير ابن عجلان فقيه أهل المدينة وعابدها، وإنما شبه عليه فظن أنه المهدي الذي جاءت فيه الرواية ولم يزالوا يطلبون إليه، حتى تركه فولي ابن عجلان لم يتكلم حَتَّى أتى منزله. وذكره خليفة في الطبقة السادسة.
وفي "كتاب أبي إسحاق الصريفيني" وغيره: عن يحيى بن سعيد قال: قدمت الكوفة في سنة أربع وأربعين ومائة، وبها ابن عجلان، وبها مَنْ يطلب الحديث: مليح بن وكيع، وحفص بن غياث، وعبد اللَّه بن إدريس، ويوسف بن خالد السمتي قلنا: نأتي ابن عجلان، فقال يوسف: نقلب على هذا الشيخ حديثه ننظر أيفهمه؟ قال: فقلبوا،