السلام عليك يا محمد، السلام عليك يا أبا القاسم. وسئل ابنه أبو هاشم: متى مات أبوك؟ قال: في المحرم سنة الجحاف، سنة إحدى وثمانين في أولها لم يستكمل خمسًا وستين سنة.
وفي كتاب "أخبار النساء": وكانت لعلي جارية سوداء مشرطة حسكة الشعر، اشتراها بذي المجاز مقدمه من اليمن، ولدت له محمدًا وهي الحنفية. وقال ابن حبان: كان من أفاضل أهل بيته، مات برضوى سنة ثلاث وسبعين وله خمس وستون ودفن بالبقيع. وفي "كتاب الكلاباذي": مات في شهر ربيع الأول سنة إحدى وثمانين. قاله الواقدي.
وفي تاريخ المنتجيلي: مات بالطائف. وقال المدائني: مات سنة ثلاث وثمانين وإبراهيم بن هشام على المدينة، وزعم المسعودي أن الكيسانية من الرافضة هم القائلون بإمامة ابن الحنفية؛ وهم فرقتان: فرقة تزعم أنه لم يمت وأنه حي بجبال رضوى، وفرقة تزعم أنه مات. ومنهم مَنْ يقول: هو المهدي الذي يملؤها عَدلا كما مُلئت جورًا.
وذكر الإمام أبو المظفر طاهر بن محمد الإسفرائيني في كتابه "التبصير" أن البيانية أتباع بيان بن سمعان التميمي كان يقول بإمامة محمد ابن الحنفية.
ومن المنتسبين إليه أيضًا الخشبية؛ وهم الذين خلصوه من السجن مع أبي عبد اللَّه الجدلي، وكانوا أربعة آلاف رجل جاءوا وفي أيديهم الخشب؛ لئلا يُشهروا السلاح في الحرم. وقيل: إنهم أخذوا الخشب الذي كان مع الحراس عليه.
وفي كتاب "الكمال" شيء لم ينبه عليه المزي وهو: قال عمرو بن علي: مات سنة أربع عشرة ومائة. وكذلك قال أبو نعيم في أكثر الروايات عنه، وقال البخاري: وقال أبو نعيم مات سنة ثمانين. انتهى.
وهذا وهم من غير شك ولم ينبه عليه المزي بل أثبته، وكأنه أحال عليه بقوله: وقد قيل غير ذلك في تاريخ وفاته ومبلغ سنة يعني ما ذكره؛ وفيه أمران:
الأول: لم أر أحدًا نفل هذا عن أبي نعيم ولا عمرو والذي في "تاريخهما" ونقله عنهما الأثبات: تُوفي سنة ثمانين. وفي أكثر نسخ "كتاب الفلاس" إحدى وثمانين وهو الذي في الكلاباذي وغيره.
الثاني قوله: وقد قيل في مبلغ سنه غير ما ذكرناه فيه نظر؛ لأني لم أر أحدًا مِمَّن صَنَّف تاريخًا فيما أعلم ذكر سنه حين وفاته غير ما ذكره المزي وهو: خمس وستون سنة.