ما كان غزوان؟ قال: كان روميًّا، قال: وتُوفي محمد بن الفضيل بالكوفة سنة خمس وتسعين ومائة، وشهد جنازته وكيع بن الجراح، وكذا نقله عنه أبو نصر الكلاباذي -الذي "كتابه" في يد صِغار الطلبة- فقال: مات سنة خمس وتسعين ومائة، قاله كاتب الواقدي، وذكر أبو داود مثل كاتب الواقدي، وزاد في أولها: وقال أبو عيسى سنة أربع وتسعين، وقال ابن نمير مثل أبي عيسى انتهى كلام أبي داود الذي نقلناه من عند أبي نصر، يرد قول المزي: سنة أربع، وهو النظر الثاني، وقال ابن أبي خيثمة عنه: إنه مات سنة خمس وتسعين في أولها.
الثالث: إخلاله ما ذكره ابن سعد وهو قوله: وكان ثِقة صَدوقًا كثير الحديث متشيعًا، وبعضهم لا يحتج به.
الرابع: قوله: وقال ابن حِبَّان: خمس مُقتصرًا عليها، ولم يذكر قوله: ويُقال أربع، مع الذين عدد المزي قولهم بالأربع، فإنه لما ذكره في كتاب "الثقات" قال: مات سنة خمس، ويُقال: سنة أربع وتسعين ومائة، وفي سنة خمس ذكره: الفلاس، والقراب، وخليفة بن خياط، وابن أبي عاصم، وابن قانع في آخرين.
الخامس: البخاري لم يقل هذا استبدادًا، إِنَّمَا ذكره رواية عن شيخه محمود بن غيلان، كذا هو في "تاريخه الصغير"، و"الأوسط" واللَّه تعالى أعلم.
وقال أحمد بن صالح العجلي: كوفي ثِقة، وكان يتشيع وأبوه كوفي ثقة، وكان عثمانيًّا.
وفي كتاب "التعديل والتجريح" لأبي الوليد: قال أحمد بن علي بن مسلم، ثنا أبو هشام قال: سمعت ابن فضيل يقول: رحم اللَّه تعالى عثمان بن عَفَّان ولا رحم اللَّه من لا يترحم عليه، قال: وسمعته يحلف باللَّه تعالى: إِنه لصاحب سنة وجماعة، قال أبو هشام: ورأيت على خفه أثر المسح، وصليت خلفه ما لا يُحصى فلم أسمعه يجهر. ولما ذكره ابن شاهين في كتاب "الثقات" قال: قال علي بن المديني: كان محمد بن فضيل ثِقة، ثَبْتًا في الحديث، وما أقل سَقط حديثه.
وفي كتاب "الجرح والتعديل" عن الدارقطني: كان ثَبْتًا في الحديث، إِلا أنه كان مُنْحرفًا عن عثمان بن عفان، بلغني أن أباه ضربه من أول الليل إلى آخره؛ ليترحم على عثمان فلم يفعل رحم اللَّه عثمان ورضي عنه. وقال ابن القطَّان: صَدوق من أهل العلم. وقال يعقوب بن سفيان: ثِقة شيعي. وقال ابن حزم: لم يسمع من عطاء بن السائب إلا بعد اختلاطه.