للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يحيى؛ فنظر علي بن سلمة اللبقي إلى حُسن خطه وتقييده ما يكتبه؛ فقال: يا بني؛ ألا أنصحك؟ ! إن أبا زكريا يحدثك عن ابن عيينة وهو حي بمكة، ويحدثك عن وكيع وهو حي بالكوفة، ويحدثك عن يحيى بن سعيد، وجماعة من شيوخ البصرة وهم أحياء، ويحدثك عن ابن مهدي وهو حي بأصبهان؛ فاخرج في طلب العلم ولا تضيع، فعلم أنه له ناصح فخرج إلى هذه البلاد فبارك اللَّه تعالى في علمه، حَتَّى صار إمام عصره في الحديث.

وعن أبي عَمرو المستملي قال: دفنت من كتب محمد بن يحيى عند وفاته ألفي جزء، قرأت بخط أبي عمرو: سمعت محمد بن عبد الوهاب يقول: محمد بن يحيى عندنا إمام ثِقة مبرز، وقرأت بخط أبي عمرو: سمعت أحمد بن قطن يقول: أقمت بالمدينة سنة اثنتين وعشرين ومائتين أشهرًا؛ فكنت أشتهي أن يسألوني عن يحيى بن يحيى فلا يسألوني عنه إِنَّما يسألوني عن الزهري؛ يَعْنون محمد بن يحيى وأنا لا أدري عَمَّن يسألوني إلى أن قالوا محمد بن يحيى ألا تعرفه؟ وقال محمد بن سعيد بن منصور: كان أبي يُحدث عن محمد بن يحيى فيقول: حدَّثني محمد بن يحيى المعروف بـ (الزهري)، سمعت أبا علي الحافظ وسأله أبو عمر الأصبهاني، عن محمد بن يحيى وعباس بن عبد العظيم العنبري أيهما أحفظ؟ فقال أبو علي: عباس حافظ إِلا أنَّ محمدًا أجل، حدثوني عن فضلك الرازي أنه قال: حدَّثني مَنْ لَمْ يُخطئ في حديث قَطُّ محمد بن يحيى. وقال علي بن عبد اللَّه المديني: كفانا محمد بن يحيى جمع حديث الزهري.

وعن مكي بن عبدان قال: دخلت مع مسلم بن الحجاج على محمد بن يحيى ومعه شيء ينظر فيه فوضعه وأجلس مسلمًا، فقال مسلم: بلغني أن أبا زكريا اشتكى وأردت عيادته فبدأت بزيارتك، وعن ابن وارة قال: سمعت إبراهيم بن موسى الفراء يقول: مَنْ أراد الزهري لم يستغن عن محمد بن يحيى وعن مكي قال: مات محمد ومسلم غائب؛ فلما قدم استقبله أبو زكريا فعزاه بشيخه؛ فقال أبو زكريا: يا سبحان اللَّه؛ وعن مثل هذا يعزى على ظهر الطريق.

وقال محمد بن طاهر الأمير: ورد علي نعي الذهلي في جوف الليل فما نمت تلك الليلة بعد، وقال لأبي زكريا بعد ما صَلَّى عليه: إن كنت أصبت به فما خصصت به دوننا، نحن المخصوصون بوفاته.

ثم أخذ يدعو اللَّه له، وقال أحمد بن سيار -وذكر مشايخ نيسابور فقال-:

<<  <  ج: ص:  >  >>