وحدثني أحمد بن محمد، ثنا عفان، ثنا همام، ثنا قتادة، عن الحسن، عن أبي بكرة، قال:"نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم أَنْ يُتَعَاطَى السَّيْف مَسْلُولا (١) ".
وكان آفة هذا الحديث إنسان، فقال له بسام لما فرغ من الحديث: واللَّه ما حدثكم هذا همام، ولا حدث قتادة بهذا همامًا، ففكر عفان ساعة ثم علم أنه قد أخطأ، وكان الحديث حديث مبارك بن فضالة، ثنا بندار، ثنا عبد الرحمن، ثنا سفيان، عن عبد الملك بن أبي أمية، قال: قال فضالة بن أبي أمية: كاتبني عمر بن الخطاب فاستقرض لي من حفصة مائتي درهم، قال: فقلت: ألا تجعلها في آخر مكاتبتي؟ فقال: إني لا أدري أدرك ذلك أم لا.
وذكره ابن سعد في الطبقة الخامسة من أهل البصرة.
وفي قول المزي: قال خليفة بن خياط: مبارك بن فضالة بن أبي أمية بن كنانة مولى زيد بن الخطاب. وقال ابن سعد: مولى عمر، نظر؛ والذي في "كتاب الطبقات" لخليفة في الطبقة الثامنة: مولى عمر بن الخطاب، كما ذكره ابن سعد، والبخاري وغيره.
وفي قوله أيضًا: ذكره ابن حبان في "كتاب الثقات"، نظر؛ لإغفاله من الكتاب المذكور لما ذكره: كان يخطئ، وتوفِّيَ سنة أربع وستين ومائة.
ولما خرج الحاكم حديثه في "المستدرك" قال: والمبارك بن فضالة ثقة، وقال مسعود عنه: لم يخرجاه في "الصحيحين" لسوء حفظه.
وقال النسائي: ضعيف الحديث.
وقال الجوزجاني: يُضعَّف.
وقال أبو زرعة: يدلس كثيرًا، فإذا قال: حدثنا فهو ثقة.
وقال أبو الحسن العجلي: يكتب حديثه، جائز الحديث، ولم يسمع من أنس بن مالك؛ يرسل عنه.
وقال ابن القطان: مختلف فيه.
وفي سؤالات المروذي: سألت أبا عبد اللَّه عن مبارك، وأبي هلال، فقال: هما متقاربان، ليس هما بذاك، وقد كنت على ألا أخرج عن مبارك شيئًا بعد، وما روى عن
(١) أخرجه ابن سعد ٤/ ٣٥٣. وأخرجه أيضًا: ابن حبان ١٣/ ٢٧٥، رقم ٥٩٤٦.