صحبة أيضًا، قتل مجاشع يوم الجمل الأصغر وهو يوم الزابوقة، وكان مع عائشة، أصابه سهم، وكان أحد الأجواد، وهو الذي قال له عمرو بن معدي كرب لما نزل عليه.
وعن مجاشع قال: كنت آخر من بايع على الهجرة.
وفي "الاستيعاب": فتح توج أيام عمر وكان أميرًا.
وقال خليفة بن خياط: أخبرني أبو حفص المدني أن أمه، وأم مجالد خولة بنت زرعة، قتل مجاشع يوم الجمل الأصغر يوم الزابوقة سنة ست وثلاثين، ودُفِنَ في داره في بني سدوس بالبصرة، وله بالبصرة غير دار، منها دار حضرة المسجد الجامع.
وقال في "التاريخ": قتل بالزابوقة، وهي مدينة الرزق، سنة ست وثلاثين. والمزي ذكر عن خليفة: أنه قتل قبل الاجتماع الأكبر، ثم قال: وقال غيره: قتل يوم الجمل، وهو معدود في قتلى يوم الجمل.
وقال غيرهم: قتل يوم الجمل سنة ست وثلاثين، ودُفِنَ في داره في بني سدوس بالبصرة، انتهى كلامه، وفيه ما لا معنى له، والذي له معنى ذكرناه عن خليفة جميعه، فلا حاجة إلى تكراره إن كان رآه وما إخاله، إنما قلد فيه أبا عمر، وكلام أبي عمر لا بأس به، قد ذكره خليفة، وزاد المزي أشياء لا معنى لها فينظر.
وفي "كتاب أخبار البصرة" لعمر بن شبة: ارتث مع ابن الزبير مجاشع بن مسعود، فحمل إلى داره في بني سكر فمات، فدفن فيها، قال: ولما كتب عمر إلى المغيرة أن امدد سعدًا، فخرج إليه واستخلف على البصرة مجاشع بن مسعود، فحدثني علي بن محمد، عن جويرية بن أسماء قال: بلغ عمر أن امرأة مجاشع نجدت بيوتها، فكتب إليه: من عبد اللَّه عمر أمير المؤمنين إلى مجاشع بن مسعود، سلام عليك، أما بعد؛ فإن الخصيراء نجدت بيوتها، فإذا أتاك كتابي هذا فعزمت عليك أن لا تضعه من يدك حتى تهتك ستورها، ففعل.
وعن محمد بن سالم قال: سير عمر نصر بن الحجاج السلمي من المدينة إلى البصرة، فأنزله مجاشع، فبينا هو عنده يومًا تناول عودًا، فكتب به لامرأة مجاشع، ثم ناولها العود فكتبت تحت كتابته، فوثب مجاشع إلى جفنة فَكَبَّهَا على الكتابتين، وأرسل إلى كتابه فقرأهما، فكان كتاب نصر: أنا واللَّه أحبك حبا لو كان تحتك لأقلك، أو فوقك لأظلك، وكان كتابها: وأنا واللَّه كذلك؛ فكتب مجاشع بذلك إلى عمر، فكتب إليه عمر: أن اغزه.
وحدثني علي بن محمد قال: قدم عمرو بن معدي كرب البصرة، فأتى مجاشعًا