كذا ذكره المزي، وكأنه لم يعلم أن السدوسي، والذهلي واحد؛ فإن سدوس بن شيبان هو ابن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل.
وفي قول المزي: ذكره ابن حبان في "كتاب الثقات"، وقال ابن سعد، وأبو حاتم؛ يعني: الرازي: مات في ولاية خالد.
وقال ابن قانع: مات سنة ست عشرة ومائة، نظر في مواضع:
الأول: ابن حبان ذكر وفاته، فكان ينبغي له أن يذكرها إن كان رآها، قال ابن حبان: كان من أفرس الناس، ومات بالكوفة في ولاية خالد على العراق سنة ثمان ومائة، وكان طويل اللحية.
الثاني: ابن سعد لما ذكره في الطبقة الثالثة من أهل الكوفة قال: روى عنه ابنه، قال: لما وليت القضاء بكيت وبكى عيالي، فلما عزلت بكيت وبكى عيالي، قال محمد بن سعد: وله أحاديث، ولا يحتجون به، وكان من المرجئة الأول الذي كانوا يرجئون عليا وعثمان، ولا يشهدون بإيمان ولا كفر.
الثالث: نظرت في عدة نسخ من "كتاب الوفيات لابن قانع" فلم أره ذكره فيها، واللَّه تعالى أعلم، والذي رأيته ذكر وفاته في سنة ست عشرة، القراب.
ولما ذكره ابن عدي في الطبقة الثالثة قال: تُوفِّيَ في ولاية خالد، وكان فاضلا، وكذا ذكر وفاته خليفة لما ذكره في الطبقة الرابع، والمنتجالي في "تاريخه".
وقال العجلي: كوفي، تابعي، ثقة، وكان على القضاء بالكوفة، فبعث إلى الحكم وحماد فأجلسهما معه، فكان إذا أشكل عليه الشيء سألهما عنه.
وقال المرزباني: قضى على الكوفة لعمر بن عبد العزيز، ولما مات رثاه في أبيات منها: [الوافر]
سلام اللَّه والصلوات منه ... على عمر ترحن وتغتدينا
وذكره ابن شاهين في "كتاب الثقات".
وفي "الجرح والتعديل" عن الدارقطني: ثقة، وكذا قال يعقوب في "تاريخه". وذكر التاريخي عن سعيد بن سماك بن حرب، عن أبيه: كان أهل الجاهلية يسودون الرجل إذا اجتمعت فيه خلال، الموضع في قومه، والسماحة، والشجاعة، والصدق، والعفاف، ولا يصلحن في الإسلام إلا بالتقوى، ولا أعلمهن إلا وقد اجتمعن في محارب بن دثار.