وعن الكلبي: شهد مسروق القادسية هو، وثلاثة إخوة له: عبد اللَّه، وأبو بكر، والمنتشر، فقتلوا يومئذ وجرح مسروق، فشلت يده وأصابته آمة، وعن المنتشر أبي محمد قال: أرسل خالد بن أسيد إلى مسروق ثلاثين ألفا، فأبى أن يقبلها.
أنبا محمد بن عبد اللَّه الأسدي، ثنا يونس بن أبي إسحاق، عن الشعبي قال: كان مسروق قاضيًا، وعن القاسم قال: كان لا يأخذ على القضاء رزقًا، وفي لفظ: أجرًا، وقال شقيق: كان مسروق على السلسلة سنتين، فكان يصلي ركعتين ركعتين، يرى بذلك السنة، قال: وقلت له: ما حملك على هذا العمل؟
قال: لم يدعني ثلاثة: زياد، وشريح، والشيطان -حتى أوقعوني فيه- ومات بواسط بالسلسلة، وقال غير شقيق: مات مسروق سنة ثلاث وستين، انتهى.
المزي ذكر أن ابن سعد قال: تُوفِّيَ سنة ثلاث وستين، وهو كما ترى لم يذكره إلا نقلا، واللَّه تعالى أعلم.
وقال أبو وائل: أقمت مع مسروق بسلسلة واسط سنتين فما رأيت أعف منه، ما كان يصيب إلا ماء دجلة.
وقال إسماعيل بن أبي خالد: بعثه زياد على السلسلة، فجاء بعشرين ألفا، فقال: هي لك، فلم يقبلها.
وفي "تاريخ المنتجالي": رحل مسروق في آية إلى البصرة، فسأل عن الذي يقيم هذا، فأخبر أنه بالشام، فخرج إليه حتى سأل عنها.
وقال مسروق: ما عملت عملا أخوف من أن يدخلني فيه النار من عملكم هذا؛ يعني: العشور، وما بي أن أكون ظلمت مسلمًا ولا معاهدًا دينارًا ولا درهمًا.
وفي "لطائف المعارف لأبي يوسف": كان مسروق مفلوجًا، أحدب، أشل.
وقال المرزباني: مالك بن خريم بن مالك الهمداني شاعر فحل جاهلي، هو جد مسروق، يقول من أبيات: [الطويل]
تدارك فضلي الألمعي ولم يكن ... بذي نعمة عندي ولا بخليل
بذلك أوصاني حريم بن مالك ... بأن قليل الذم غير قليل
وأنشد له ابن دريد في الاشتقاق: [الطويل]
وكنت إذا قوم رموني رميتهم ... فهل أنا في ذا يال همدان ظالمُ؟
متى تجمع القلب الذكي وصارما ... وأنفا حميا تجتنبك المظالم