يفضل عليه أحد في ذلك الزمان، حتى فعل تلك الفعلة، فلقيه أبو قلابة فقال: واللَّه لا أعود أبدًا.
فقال أبو قلابة: إن شاء اللَّه تعالى.
وعن حُميد بن هلال: كان مسلم بن يسار إذا قام يصلي كأنه ثوب ملقى.
وعن ابن عون قال: أدركت هذا المسجد وما فيه حلقة يذكر فيها الفقه إلا حلقة مسلم بن يسار، وإن في الحلقة من هو أسن منه غير أنها كانت تنسب إليه.
وعن أيوب قال: قيل لابن الأشعث: إن سرك أن يقتلوا حولك كما قتلوا حول جمل عائشة، فأخرج مسلم بن يسار معك، قال: فأخرجه مكرهًا، حدثناه سليمان بن حرب، ثنا حماد، عن أيوب، وعن علي بن أبي حملة قال: لما قدم علينا مسلم بن يسار قلنا له: يا أبا عبد اللَّه، لو علم اللَّه عز وجل أن بالعراق من هو خير منك لجاءنا به.
قال: فكيف لو رأيتم أبا قلابة الجرمي؟
وقال ابن أبي إدريس الخولاني لأبيه: يا أبه؛ أما يعجبك طول صمت أبي عبد اللَّه مسلم بن يسار؟
قال: أي بني؛ تكلم بالحق خير من سكوت عنه.
قال: فأخبرت بذلك مسلما فقال: أي بني؛ سكوت عن باطل خير من تكلم به.
وعن قتادة قال: كان مسلم بن يسار يعد خامس خمسة من فقهاء أهل البصرة.
وفي "الزهد لأحمد بن حنبل" عن عبد اللَّه بن مسلم قال: لم أسمع أبي لعن شيئًا قط، غير أنه لمَّا جيء برأس قطري، قيل له: هذا رأس قطري، قال: عليه لعنة اللَّه والملائكة والناس أجمعين.
وعن المعتمر قال: بلغني أن مسلما كان يقول لأهله: إذا كانت لكم حاجة فتكلموا وأنا أصلي.
وعن ابن عون قال: كان مسلم إذا كان في غير صلاة كأنه في صلاة، وإذا صلى كأنه وتد لا يحرك شيئًا منه، ينظر إلى موضع سجوده، ولا يراوح بين رجليه.
ثنا أزهر بن سعد قال: في سنة ست وثمانين ثنا ابن عون قال: كان مسلم لا يفضل عليه في ذلك الزمان أحد حتى فعل تلك الفعلة.
وقال الرازيان: لم يسمع من عمر.