ذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهلها، وقال: كان راشد يُكنى أبا عمرو، ولما خرج معمر من البصرة شيعه أيوب، وجعل له سُفرة، وكان معمر رجلا له حلم ومروءة ونبل في نفسه.
أخبرنا عبد الرحمن بن يونس، سمعت سفيان بن عيينة يسأل عبد الرزاق فقال: أخبرني عما تقول الناس في معمر أنه فقد ما عندكم فيه، فقال عبد الرزاق: مات معمر عندنا، وحضرنا موته، وخلف على امرأته قاضينا مطرف بن مازن، وفي هذا وأشباهه يرد ما في كتاب المزي من أنه فقد.
وقال الذهلي: سمعت أبا عبد الرزاق يقول: أكثر ظني أن معمر مات وله ثمان وخمسون سنة، وذكره خليفة بن خياط في الطبقة الرابعة.
وفي قول المزي: وقال أبو نعيم، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وابن المديني: مات سنة أربع وخمسين ومائة، زاد أحمد: وله ثمان وخمسون سنة، نظر؛ لما ذكره ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل يقولان: مات معمر سنة أربع وخمسين وله ثمان وخمسون سنة.
وقال أبو بكر: سمعت يحيى يقول: إذا حدثك معمر عن العراقيين فخالفه، إلا من الزهري، وابن طاوس؛ فإن حديثه عنهما مستقيم، فأما أهل الكوفة، وأهل البصرة فلا، وما عمل في حديثه الأعمش شيئًا.
وقال معمر: جلست إلى قتادة، وأنا صغير فلم أحفظ عنه إلا الأسانيد، قال يحيى: وحديث معمر عن ثابت، وعاصم بن أبي النجود، وهشام بن عروة، ومن هذا الضرب مضطرب كثير الأوهام.
وعن أبي سفيان المعمري: ذكر معمر، وسفيان سنهما؛ فإذا معمر أكبر من سفيان بسنة.
وقال عبد الرزاق: ذكر معمر عند مالك، فقال مالك: أي رجل؛ لولا أنه يروي تفسير قتادة.
وفي "تاريخ المنتجالي"، عن أحمد: خرج من البصرة وهو ابن ثلاثين سنة، وعن حليمة امرأة معمر قالت: بعث إليه معن بن زائدة خمس مائة دينار يسترفق بها، فردها، وقال: نحن عنها في غنى.
وعن عبد الرزاق: ما نعلم أحدا أعف عن هذا المال إلا الثوري، ومعمر بن راشد.
وقال يحيى بن معين: كان زوج أخت معمر معن بن زائدة، فأرسلت أخت امرأته